معتز الشناوي يكتب | الإسكندرية فى عيدها .. جراج كبير!

0

هالني سعي مسئولي محافظة الإسكندرية لخلق حالة من – الفوضى غير المنظمة – عند الاحتفال بعيد المحافظة القومي، فقد قام السيد المحافظ باستقلال الأتوبيس السياحي ذي الطابقين، ومعه عدد كبير من مسئولي الثغر، وقام سيادته بإلقاء الهدايا على المواطنيين من المارة بطريق الكورنيش، ولولا العناية الإلهية للقي البعض حتفهم تحت عجلات أتوبيس المحافظ!
وذكرني المشهد بما كان يفعله الملك قبل مغادرته لعروس المتوسط في 26 يوليو – وهو نفس يوم الاحتفال بعيد الإسكندرية – فقد كان الملك يمر على رعيته ويلقي عليهم الهدايا، وفي تكرار غير منطقي لنفس الصورة بعد مرور عشرات السنوات على رحيل الملك يفعلها السيد المحافظ.
ولعل غير المتشابه مع موكب الملك الذي عزلته ثورة 23 يوليو وأجبرته على مغادرة البلاد، هو وجود عدد من عربات الصرف الصحي بشعار الهيئة المميز ضمن موكب السيد محافظ الإسكندرية، وكأن العربات قد نضبت من ديوان عام عروس المتوسط.
وبعيداً عن الكورنيش والموكب الملكي المزعوم، غابت كل مظاهر الاحتفال في كافة أحياء المدينة، حيث يعيش أهل الإسكندرية أياماً لم يروها من قبل، بل ولم تخطر على بال أحدهم مطلقاً، فقد بلغ تردى الخدمات مداه، ويكفي مطالعة الصفحة الرسمية لمحافظة الإسكندرية على شبكة التواصل الاجتماعي، فيسبوك، للوقوف على ما وصلت إليه أحوال المحافظة، فالتعليقات على ما تنشره المحافظة تحمل عشرات بل ومئات وأحيانا آلاف الشكاوى من مواطني الإسكندرية المحرومين من كافة الخدمات الطبيعية.
فرغم افتتاح عدد كبير من المشروعات العملاقة بالمحافظة، والتى أعادت الحياة لعروس المتوسط، ومنها على سبيل المثال مشروع تطوير وتطهير بحيرة مريوط بتكلفة تجاوزت 300 مليون، ورغم مشروع محور المحمودية، والذي تجاوزت تكلفته 3 مليارات جنيه ووفر قرابة 45 ألف فرصة عمل، ونال إعجاب وثناء كل عشاق عروس المتوسط، ورغم مشروع بشاير الخير بمراحله المتعددة، وما يمثله من تنمية مستدامة تعني بالاستثمار في البشر قبل الحجر.
إلا أن للإدارة المحلية بالمحافظة والأحياء التابعة شأن آخر، فبعد رمي الهدايا والعطايا على سكان الثغر، تجاهل مسؤلي الديوان العام، كل شهداء الوطن ممن ضحوا بحياتهم حتى نعيش جميعاً في أمن وأمان، وتجاهلوا علماء الثغر المتميزين، وتجاهلوا كل المتميزين في كافة المجالات، وقاموا بتكريم إحدى الفنانات – نحترم فنها – ولكن لدى الإسكندرية من يستحق التكريم أكثر منها، وهن كثيرات وغيرهن الكثير والكثير، وحتى كتابة هذه السطور، لم يحاسب أحد على كل ما سبق.
بل ولازالت عروس المتوسط تمتاز بأنها أكبر جراج بين محافظات الوطن، فهى الأولى في مساحة الجراج الذي اتسع ليشمل كافة شوارعها، وقطعاً توجد فواصل متعددة بين جنبات الجراج، بعضها مواقف عشوائية للميكروباص والبعض الآخر للتونايات أو التكاتك، أما أكوام القمامة فحدث ولا حرج، وأيضا تشهد التعليقات على بوستات الصفحة الرسمية للمحافظة بصحة ذلك، وقطعاً إذا تم حذف التعليقات، فيمكن لأي متعلم، رصد ذلك، كما أنه لا يستطيع أحد حذف المعلقين أو منعهم من التعليق، لذا فالحل هو حذف الصفحة أو غلقها .. وربما تعديل طرق التعامل مع مواطني الثغر يكون هو الأسهل، فعروس المتوسط، تستحق الأفضل، وسكانها يستحقون أن يشاهدوا الكورنيش ويستمتعوا بالجلوس عليه بعيداً عن البطجية، وبعيداً عن المنشآت التي تحجب الرؤية بقرارات غير مبررة من مسئولييها.
وقطعا لا يكفي تحويل شاطىء ذوي الهمم – الذي افتتح في العام الماضي، إلى شاطىء المكفوفين هذا العام، ليكون هو الشاطىء الأول من نوعه الذي يحمل كل عام افتتاح بمسمى جديد .. الإسكندرية تستحق الأفضل، ونثق أن قريباً الجراج سينتهي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.