نورالهدى إحسان تكتب | الشرف ليس مكانًا في جسدي فحسب!

0

البنت حبيبة امها” “البنت تربيها امها” “لا تدخل البنت لأمّها” ، لا يوجد شك أبدا ان الأولاد بشكل عام ذكور او اناث فهم ينتمون بشكل روحي اكثر الى الأم ، لكن هذه الجمل التي اعتدنا على سمعاها واصبحت جزء لا يتجزأ من تربية الوالدين للبنت، هناك منطق في التربية الصحيحة ليست عادات ولا تقاليد انما منطق ينشئ الانسان بشكل صحيح .
عندما يرزق احدنا بطفلة بسبب النمط البيئي واساليب التربية المتوارثة ابا عن جد بشكل تلقائي يشعر الأب انه رزق بطفلة تنتمي له بالاسم في اغلب الاحيان وانها مستقبلا ستكون بيت اسرار امها وتساعد امها، انما هو الاب القوام فقط ، هذه النظرة نجدها في اكثر الاحيان في مناطق الريف وحتى المدينة وخاصة في بعض العوائل (المحافظة) ولكن بشكل متفاوت وكل ما يقال ويحسب هي نسب ولا يوجد شيء مطلق.
ان تربية الانثى الصحيحة المبنية على افكار علمية وعقلية واعية وناضجه، الانثى تنتمي الى ابيها اكثر بكثير من انتماءها الى امها وخاصة في المراحل الاولى من حياتها من الطفولة حتى بلوغ سن الرشد او ما يسمى بالسن القانوني.
الله سبحانه وتعالى خلق الانسان بفطرته يميل للجنس الاخر ولا ننسى المقولة الشهيرة “كل فتاة بأبيها معجبة”، الانثى حتى تستطيع ان تكون امرأة ناضجة قادرة على السير في جميع الطرق، محافظة على نفسها يجب ان تكون قد تربت في اسرة الاب فيها حبيب والاخ فيها صديق .
عندما تريد الحفاظ على انثاك احتويها، طفلتك لا تجعلها اسيرة في البيت تحت مسمى “المحافظة والشرف” الشرف ليس مكانا في الجسد حتى تسعى الى ستره في منزلك، الشرف هو سلوك واخلاق و قرار ونفس طاهرة وقلب نقي.
يجب على كل اب ان يحتوي ابنته كصديقه، ان يعطيها الثقة المطلقة والامان حتى لا تخفي ما بداخلها، ان يسمعها من الغزل ما يسمعه الحبيب لحبيبته، ان يخرج معها في نزهه يشاركها الرأي، يختار معها ثيابها، يمدها بالجمال “بابا انتِ حلوة” “بابا هذا لايق عليك”، الأذن عندما تعتاد على سماع الكلام الجميل من الأسرة فأن الفتاة تصبح محصنة تماما ولا يلفت انتباهها اي كلام اخر من اي طرف، خاصة ونحن اليوم في جيل اختلفت مفرداته وتطلعاته وأفكاره، جيل متمرد يريد الحرية بشتى الطرق.
الفتاة عندما تولد بأسرة كل شيء فيها مغطى بالدين والحرام والعيب والممنوع ستكون مليئة بالاستفهامات، ستهزم بأقرب فرصة وتستسلم لأي جملة لطيفة وتضعف امام اي ابتسامة، وعندما تصل مرحلة المراهقة ستزداد سوء وتتفاقم الاستفهامات بداخلها.
ونحن اليوم نشهد انَّ الجامعات اصبحت اكثر الاماكن فوضى وانحراف فالانتقال من بيئة كل شيء فيها محرم الى مجتمع منفتح ومختلط تماما هو مفتاح لحدوث مصيبة.
والآن ازداد الامر سوءا عندما نشاهد المعاهد والمدارس الاهلية والدروس الخصوصية وما يحدث بين زواياها تحت غطاء العلم والحرية .الانثى ليست صخرا، الانثى كتلة من المشاعر والاحاسيس الرقيقة التي تحتاج الى من يحتويها من اسرتها حتى تكون محصنة من المحيط الخارجي.
وهذا يقع على عاتق الأب بنسبة اكبر، فعندما يجلس مع ابنته بحديث محترم بلا قيود ولا نظرات حاده يلمح بيها الى العقاب ستقول له بكل صراحه هذا ما امر به هذا ما اشعر به، هكذا حدثني فلان، وفلان اتصل بي. الانثى حين تربى بهذه الطريقة ستكون قادرة على التحكم بنفسها، بطبيعة الحال، لا تعميم في الأمر، فكل شيء نسبي وليس مطلق ولكل قاعدة شواذ، لكن هذه التربية هي التربية الصحيحة المنطقي، فطبيعة الانسان وغريزته الفطرية انَّ كل جنس يميل بشكل او باخر الى الجنس الاخر، رغبة الأب أن لا ترى الفتاة الرجل، يولد استفهام وسؤال تود البنت الحصول على اجابته، وتبحث حتى تحصل على اجابه من زميلها في الفصل الدراسي الذي قد يكون استغل الفراغ الذي بداخلها او من استاذها في الدرس الخصوصي الذي قد يكون اعطاها اهتماما ربما لم يكن غير مقصود.
اجعلها تحصل على كل الأجوبة من خلالك انت ومن خلال اخوتها فقط حتى تكن جدار صد لكل من يحاول الإطاحة بها من خلال الكلمات المعسولة او الاهتمام المزيف فهي لا تتأثر ابدا، فقد شبعت اذنها ومشاعرها من اسرتها وليست بحاجه لأي اهتمام من طرف خارجي وستكون مبتسمة فقط لمن يأتيها طارقا لباب والدها .
اتركوا التربية بالعادات والتقاليد فقد تغير الجيل وتطور بشكل مخيف لم يعد يؤثر به اي قسوة، فبأي فرصة ممكنة ستتمرد وتنحرف حتى تتنفس. علمها ان الشرف ليس جسدا فقط انما سلوك و خطوات ثقة ترفع رأسك بها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.