نيفين إسكندر تكتب | السياسة والحب
قد يبدو الأمر في ظاهره بعيدا جدا ما بين السياسة والحب، ولكن مع مرور الوقت في ممارسة العمل السياسي يمكنك أن ترى بوضوح ذاك الرابط الذي يجعل كل السياسيين الحقيقيين محبين وكل المحبين الصادقين يمارسون سياسة وأن كان في إطار شانهم الداخلي، إلى أنها في الحقيقة سياسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
يمكنك أن تتخيل إنني أتحدث عن المثالية لك كل الحق يا عزيزي القارئ، ولكن في الحقيقة أنا لا أتحدث عن السياسيين المثاليين فالمحبين في حقيقة الأمر غير مثاليين أيضا، وإنما أتحدث عن من امتهنوا السياسة بهدف بناء أنفسهم عند السعي لبناء الاخرين، والذي أراه السبب الحقيقي وراء احتياجنا للحب وممارستنا الحقيقية له والوسيلة الفعلية لانجاحه.
السياسة والحب في حقيقة الامر هما حصاد تفاعل المجتمع وأفراده، فقد تعلمنا أن الاداة الأكثر تأثيرا في صناعة السياسة هي البيئة المحيطة بصناعتها والطريقة الافضل في قياس مدي تحقق نتائجها ونجاحها يأتي من تفاعل وتجاوب الافراد معها، وفي ذات المعني فالحب تفجره المواقف المميزة بين المحبين ويرويه تفاعلهم واهتمامهم بانجاحه وتخطي تحدياته للإستمتاع به، ومن هنا يمكننا أن نقول أن السياسة والحب يصنعهم ويعمل على انجاحهم ويستمتع بنتائجهم الأفراد.
قد تؤلمنا السياسة كما يفعل بنا الحب، ويمكن أن تتأخر فننتظرها بشوق كما الحبيب، وقد تاتي عكس كل توقعاتنا مثلما يفاجئنا الحب، وقد تأتي غير مناسبة فتستنزف وقتنا وإمكانياتنا وترحل دون فائدة وقد لا تأتي أبدا كما يهجرنا الحب إلى الأبد.