هاني جرجس عياد يكتب | الجامعات الافتراضية: إيجابياتها وسلبياتها (٢-٢)

0 418

سلبيات الجامعات الافتراضية
1- موثوقية شهادات التعليم عن بعد عبر الانترنت والتي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه طلاب الجامعات الافتراضية، ويعود ذلك إلى انتشار الجامعات المزيفة والشهادات الوهمية التي يمكن شراؤها من الإنترنت، هذا قد ينعكس على فرص الطالب بالوصول إلى سوق العمل وتثبيت درجته العليمة التي حصل عليها بالمراسلة.
2- صعوبة اختيار البرامج الدراسية الجيدة، حيث يعتمد التعليم التقليدي على الوضوح في طرح برامجه الدراسية وعلى سمعة المؤسسة التعليمية، فيما تميل مؤسسات التعليم عن بعد إلى أسلوب تسويقي قد يكون مخادعا وجذابا لكنه غير ذي جدوى، ما يجعل الطلاب يقعون أحيانا في فخ المؤسسات التعليمية الاحتيالية على الإنترنت، أو حتى اختيار برامج غير ملائمة تحت تأثير الدعاية.
3- المتطلبات الخاصة للتعليم عن بعد، مثل توفر اتصال قوي ومستقر بشبكة الإنترنت -وهو ما قد يكون عسيرا في بعض الدول والمناطق- إلى جانب حاجة الطالب لمهارات إضافية باستخدام الكومبيوتر والوسائل التقنية المختلفة، وقد يكون عمل الطالب مهددا أحيانا بهجوم إلكتروني أو حتى بتلف جهازه الخاص، ما يستدعي منه أيضا فهم آليات الحماية الإلكترونية والنسخ الاحتياطي.
4- الوقوع بفخ الحرية بالتعليم ومرونة الوقت، فإن كانت إحدى ميزات التعليم عن بعد هي المرونة؛ ستنعكس هذه الميزة إلى واحد من عيوب التعليم الإلكتروني، وهو الإغراء بالتأجيل والمماطلة لعدم وجود ضغط المساءلة الذي نختبره في التعليم التقليدي.
5- غياب التفاعل مع الطلاب والأساتذة أيضا من العيوب البارزة للتعليم بالمراسلة عبر الإنترنت، حيث يحرمك التعليم عن بعد من التفاعل المباشر مع الأستاذ ومن النقاشات التي تجري في الصفوف الدراسية أو بعدها، وعلى الرغم من محاولة محاكاة الفصول الدراسية المشتركة في بعض البرامج الدراسية عن بعد؛ إلا أن هذا العيب قد يجعل الكثيرين غير راغبين بالتعلم عبر الانترنت.
6- في سياق متصل سيفقدك التعليم عن بعد الحياة الجامعية، خاصة إذا كنت من طلاب المرحلة الجامعية الأولى الذين لم يتسنى لهم خوض تجربة الجامعة التقليدية، والتي تعتبر من أكثر التجارب تميزا في مسيرتك الدراسية وربما في حياتك بأسرها. هذا يشمل أيضا حرمان الطالب من تطوير مواهبه غير المتعلقة بالدراسة، مثل الرياضة أو الفنون أو غيرها من الأنشطة التي توفرها الجامعات التقليدية.
7- التعليم عن بعد أقل تحفيزية للطلاب، حيث يؤدي ما ذكرناه سابقا إلى انخفاض حوافز الطالب وشعوره بالعزلة، كما أن المنافسة التي تعتبر جزءا مهما من التعليم تنخفض إلى أدنى مستوياتها في التعليم عن بعد.
ويمكن القول بالحاجة لتبني مثل تلك الصيغة ونشرها في التعليم الجامعي العربي للتغلب على كثير من المعوقات والمشكلات التي يعاني منها، وذلك بحسبانها واحدة من أبرز نماذج التعليم الجامعي عن بعد، وما تحققه من مزايا وفوائد وتلبية للطلب الاجتماعي المتزايد على التعليم الجامعي، ولكن يجب أن يسبق ذلك كله الإعداد الجيد وتهيئة المتطلبات الأساسية لنجاحها، ونشر الوعي بأهميتها للتغلب على المقاومة وتوفير البيئة التكنولوجية التي تسهم في نجاحها. فمجرد نقل تلك الصيغة لا يضمن نجاحها، ولكن الأهم هو إعداد السياق المناسب لتبنيها والإفادة منها. وفي الوقت نفسه يجب دراسة جدوى إنشاء تلك الجامعات ونماذجها، لتحقيق أقصى فائدة مرجوة منها. وعليه فإن هناك حاجة إلى:
1- تشجيع جامعات التعليم المفتوح والتعليم عن بعد التقليدية على التحول إلى جامعات افتراضية تستخدم الشبكة العنكبوتية بشكل كامل أو مدعما بوسائط أخرى.
2- تفعيل الشراكة بين الجامعات العربية والقطاع الخاص لتقديم برامج افتراضية لا تقدمها الجامعات التقليدية بهدف تلبية حاجات هذا القطاع ودعم الاقتصاد الوطني.
3- دراسة تجارب جامعات افتراضية عالمية معتمدة وناجحة لاستخلاص الدروس والتوصيات المطلوبة لمبادرات التعليم الجامعي الافتراضي.
4- دراسة التجربتين السورية والتونسية في التعليم الجامعي الافتراضي كونهما مبادرتين رائدتين.
5- دراسة مدى جودة التعليم الجامعي الافتراضي.
6- دراسة مدى رضا الطلاب وهيئات التدريس في الجامعات الافتراضية.
خامسا: نصائح للدراسة عبر الإنترنت والتعليم عن بعد
1- قبل كل شيء يجب أن يقوم الطالب بمفاضلة حكيمة بين التعليم الالكتروني والدراسة عن بعد من جهة، وبين التعليم التقليدي من جهة أحرى، وذلك بناء على مجموعة السلبيات والإيجابيات لكل منهما، وبناء على مدى قدرة الطالب نفسه على الاستفادة من التعليم الإلكتروني وضبط الوقت ومدى حاجته إلى هذا النوع من التعليم.
2- يجب أن تبحث عن مؤسسة معتمدة، لا تكن كسولا في تقصي تاريخ المؤسسة التعليمية أو الجامعة الافتراضية قبل التسجيل والبدء بتلقي الدروس، هناك مئات الجامعات الوهمية والمعاهد الاحتيالية على الإنترنت، وعشرات المؤسسات التي تقدم إعلانات تسويقية غير دقيقة حول ترتيبها وجودة نظامها التعليمي.
3- اختر البرنامج الدراسي بعناية، فمن مميزات التعليم عن بعد أنه يوفر دورات تدريبية مصغرة تستهدف تطوير مهارات الطالب في جزء معين من الاختصاص، إلى جانب البرامج الموسعة التي تعطيك شهادات الدرجة العليمة، يجب أن تحدد أولوياتك وتختار البرنامج الدراسي بروية وحكمة.
4- ضع في عين الاعتبار أن تنظيم الوقت هو الأولوية في التعليم عن بعد، يجب أن تكون حكيما في تحديد الوقت والتوقيت، وألا تقع تحت تأثير المرونة بحيث تتحول لإهمال وتسويف.
5- حاول أن تنضم إلى مجتمع المتعلمين في الجامعة نفسها أو الذين يتلقون الكورس نفسه، ذلك سيساعدك على بناء تواصل افتراضي مفيد مع الطلاب ومع الأساتذة ويخفف من عزلة التعليم الإلكتروني.
6- لا تتردد بطلب المساعدة من المتخصصين بالتدريب والتطوير المهني والذاتي، سيساعدك ذلك بتنظيم مرحلة الدراسة عن بعد وتحقيق الفائدة المرجوة من تجربة التعليم الإلكتروني.
خاتمة
مع تغير العالم من حولنا والتطور المتسارع في مجال التكنولوجيا والمعلومات، بدأ نظام التعليم المحاولة لمواكبة تلك المتغيرات والاستفادة منها، من خلال نظام تعليمي جديد يُدعى بالتعليم عن بعد عبر الجامعات الافتراضية للاستفادة بشكل أكبر من التكنولوجيا في سبيل تطوير طرائق التعليم ووسائله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.