ياسر حمدي يكتب | المنتدى والرسائل للعالم

0

منتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، ويهدف إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وإزدهار من مصر إلى العالم، وبفضل نجاح الشباب المصري في تنظيمه على أعلى مستوى، ومناقشتهم لأهم القضايا التي تهم العالم، وتكليلاً لجهود الدبلوماسية المصرية، اعتمدته لجنة التنمية الإجتماعية التابعة للأمم المتحدة كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
متابعتي لمنتدى شباب العالم تقودني إلى فكرة أنه منصة مصرية لإرسال الرسائل السياسية، سواء لداخل مصر، أو للعالم الذي نعيش فيه ونتأثر به ونؤثر فيه ونعتبر أنفسنا جزءًا أساسيًا منه، لذلك فإن المنتدى الذي يجمع بين وظائف علمية وإعلامية وسياسية وجماهيرية، أعتبره من وجهة نظري هو المنصة المناسبة لإطلاق تلك الرسائل بلغة العصر الذي نحيا فيه.
والحقيقة فإن الرسائل المصرية ليست رسائل خطابية أو بلاغية، بقدر ما تعكس فهمًا مصريًا لشئون العالم ولوعي مصر به وبنفسها وبكل القضايا التي تؤثر فيه وتتأثر بها، ولعل أهم الرسائل التي أرسلتها مصر عبر قياداتها السياسية من المنتدى للداخل والخارج هي تلك الرسالة التي تؤكد على الخصوصية، وأن كل دولة في العالم لها ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية مختلفة عن الأخرى، وأن ما يصلح في أمريكا مثلًا أو باقي الدول المتقدمة ليس بالضرورة أن يصلح في مصر.
وبالتالي يصبح من الحماقة أن نطبق ما يصلح لأمريكا على مصر قبل أن يتطور المجتمع المصري اقتصاديًا وتنمويًا واجتماعيًا ليصبح مهيأ لتطبيق ما يحدث في أمريكا أو الدول الأوروبية المتقدمة، لأن هذه المجتمعات قطعت مراحل واسعة من النمو الثقافي والاقتصادي قبل أن تصبح مهيأة لإطلاق حريات مثل حرية التعبير المطلقة أو حرية التنظيم اللا متناهية أو كافة الحريات غير المحدودة التي يتمتعون بها، وبالتالي فإن إصرار بعض دول الغرب والأكشاك التابعة لها على إختصار منظومة حقوق الإنسان في مجموعة الحقوق المسماة بالسياسية يصنف بالتدخل في شؤون الدول الداخلية، وفرض سياسة الأمر الواقع.
أما الرسالة الثانية التي أطلقتها مصر في المنتدى للعالم كله فكانت عن الحق في النمو، وكانت من وجهة نظري مكملة للرسالة الأولى، وجائت على لسان وزيرة التخطيط حين ألقت كلمة مصر متحدثة عن الحق في النمو كأحد حقوق الإنسان الأساسية، والمصطلح هنا يكمن في أن لمصر الحق في إستكمال منظومة الحقوق الإجتماعية والاقتصادية لشعبها أولًا، وفق إحتياجات الشعب ووفق أولويات النمو.
وأكدت الوزيرة في هذه الرسالة على أنه من حقنا إرساء أولوية الحق في التنمية، والأهم هو الواجب والمسؤولية الملقاة على المجتمع الدولي في مساعدة الدول الأكثر فقرًا على تنمية شعوبها، وعلى توفير التمويل لهذه التنمية من فائض الثروات الغربية المتراكمة، والحقيقة أن الغرب لا يجب أن يفعل هذا لدواع إنسانية فقط، ولكن للحفاظ على السلم والأمن في العالم، فالفقر ينتج عنه جهل، والجهل يخلف دمار وفوضى، والحل الذي تتبناه مصر أن يساهم العالم في جهود التنمية وأن يتم إلغاء الديون التي تطوق عنق القارة السمراء رغم أنها ليست سوى فتات بالنسبة لمؤسسات التمويل الغربية والمليارات المتراكمة فيها.
وهكذا فإن الحق في التنمية وضرورة تحمل الغرب مسئوليته في ذلك هي رسالة مصر الثانية للعالم عبر منصة منتدى شباب العالم. ومن أبرز رسائل المنتدى كذلك هي أننا أنشأنا ما يتراوح بين 250 ألف إلى 300 ألف وحدة سكنية.
جميعها رسائل مهمة وصريحة وواضحة موجهة للداخل والخارج، لتؤكد وعي وإدراك مصر بشئون العالم وشئونها، وشئون محيطها الإقليمي، وتحملها مسؤوليتها تجاه قضاياها والقضايا المؤثرة على محيطها العربي والأفريقي والعالم، ليصبح منتدى شباب العالم المنصة الرئيسية في إرسال رسائل مصر للعالم أجمع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.