ياسر محمد حجازي يكتب | مصر والنظام العالمي الجديد
منذ القرن الماضي وأمريكا هي المسيطرة على العالم وذلك يعود لعدة أسباب منها الاقتصاد العالمي بحجم ثروة قدرت عام 2018 بأكثر من 72 تريليون دولار وكذلك التعليم العالي حيث ان هناك 30 جامعه بأمريكا في قائمة أفضل 100 جامعة بالعالم ولا ننسي أيضا إنفاقها على البحث العلمي وعدة أسباب أخرى لن نتطرق اليها في هذا المقال ولكن هل ستدوم السيطرة الأمريكية على العالم ؟ هل ستبقى أمريكا القوة العظمى الوحيدة بالعالم؟
في ظل ما يحدث الان من احداث لا يستطيع احد ان يجزم بأستمرار أمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم انما اصبح الجميع مؤمن بما يسمي عالم متعدد الأقطاب أي تحالفات عالمية بين عدد ممن الدول ولايشترط ان يتبع الجميع أمريكا , فأنت هنا تتحدث على ان القاره العجوز(أوروبا) ترى ان العالم يحتاج الى التعدديه وهذا ما قاله المستشار الألماني في عام 2022 ومن جهة أخرى روسيا والصين الذين يجدون ان تحالفهم معا سيغلب النظام الأمريكي ويجعلهم المتحكمين في النظام العالمي وفي الشرق الأوسط نجد ان السعودية والامارات تحررا من السيطرة الامريكية وذلك وجدناه في قرارات الدولتين فيما يتعلق بأنتاج النفط فالدولتين قررا قليل الإنتاج من النفط عبر منظمة أوبك العالمية وكذلك السعودية تحاول كسر اتفاقية كوينسي التي تنص على ان تبيع النفط للعالم بالدولار الأمريكي مما يجعل الدولار العملة المسيطرة على العالم خاضعا لحكم العرض والطلب فالجانب السعودي يحاول ان يجعل اليوان الصيني هو العملة المسيطرة على العالم وذلك عبر اعتماد اليوان العملة الرسمية لبيع النفط للعالم اما تحالف بريكس الذي يعد تكتل اقتصادي مهم يسعى لانشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء من اجل التحكم في الاقتصاد العالمي بدلا من أمريكا اما الحرب الروسية الأوكرانية التي اثبتت فشل أمريكا في الدفاع عن حلفائها وان وعودها بالحماية ليست الا وعود كاذبة فأن روسيا تسيطر على الحرب بالكامل وهنا يأتي حديثنا عن مصر , اين مصر من النظام العالمي الجديد؟ لنعلم في البداية أن قيادة مصر السياسية اهتمت بعلاقاتها الخارجية مع جميع الدول فالآن نجد أن وزير الخارجية المصري أعلن عن تقارب وجهات النظر مع إيران وكذلك إعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر ورفع المستوى الدبلوماسي مع تركيا, دور الوسيط في الصراعات التي تحدث بالمنطقة مثل ليبيا والسودان والانضمام للتحالف البريكس الاقتصادي وقيادة المؤتمرات العالمية مؤتمر المناخ فمصر تلعب دورا كبيرا من أجل قيادة المنطقة سياسيا واقتصاديا فالنظام العالمي الجديد يحتاج مصر بقدر احتياج مصر للنظام العالمي, نتمنى ان يكون النظام
الجديد أكثر عدلا لحياة أفضل للبشر جميعا