د. رامي عبد الباقي يكتب | متعة الدرجة الثانية

0

تُقاس شعبية أي بطولة، بعيدًا عن مستواها الفني، بمدى شعبية الأندية المشاركة بها. وهذا هو ما يميز بطولة مثل الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك للشعبية الجارفة التي تتمتع بها كل الفرق به، بدءًا من قطبا مدينة مانشستر، مرورًا برباعي مدينة لندن وثنائي ليفربول، نهاية بفرق قد تبدو صغيرة ولكنها تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة مثل: أستون فيلا وليدز يونايتد وشيفيلد.

إذا نظرنا إلى مصر، وتحديدًا دوري الدرجة الأولى، سنجد أن الفرق الشعبية عبارة عن خمسة فرق فقط، وهي الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري البورسعيدي والاتحاد السكندري، يضاف إليهم هذا الموسم فريق غزل المحلة، بينما بقية الفرق عبارة عن أندية خاصة وأندية شركات ومؤسسات، وهذا أمر لا يؤثر على قوة البطولة فنيًا ولكن بالطبع يؤثر على نسبة المتابعة.

على الجانب الآخر فدوري الدرجة الثانية أو ما يعرف ظُلما بدوري المظاليم يضم فرقًا جماهيرية من العيار الثقيل، على سبيل المثال لا الحصر: هناك الترسانة والسويس والمنيا وسوهاج وبني سويف وألومنيوم نجع حمادي والفيوم وقنا والأوليمبي والمنصورة ودمنهور وبلدية المحلة والزرقا ورجاء مطروح وغيرهم الكثير، ولكن: لماذا لا يتم تطوير دوري الدرجة الثانية المصري؟ لماذا لا يتكون من مجموعة واحدة تضم قرابة الـ 22 فريقًا من المجموعات الثلاث المتواجدين حاليًا بواقع سبعة من كل مجموعة بالإضافة لفريق من سيناء الحبيبة؟

أعلم أن الفكرة صعبة التنفيذ لظروف عديدة، نفندها لاحقًا، ولكن ألا يستحق مشجعي الفرق الجماهيرية مشاهدة فرقهم في بطولة قوية؟ ألا يستحقون مشاهدة مباريات فرقهم المفضلة ولو على شاشة التلفاز؟ ألا تستحق تلك الفرق منا أن تجد دعما قويا وبطولة تحقق نسبة مشاهدة عالية؟

في الوقت الحالي تقوم قناة نايل سبورت بتغطية مباريات دوري الدرجة الثانية ولكن نظام البطولة يقضي بلعب مباريات الجولة كلها في توقيت واحد أي أن القناة لن تستطيع نقل غير مباراة واحدة كل جولة.

لماذا لا يتم طرح حقوق البث التليفزيوني الخاص بالبطولة للقنوات المصرية المختلفة ويشترط نقل عدد معين من المباريات في كل جولة ويستطيع اتحاد الكرة والأندية من عائد بيع المباريات توفير وسائل انتقال للفرق المختلفة لمساعدتها على التنقل بين الملاعب المختلفة على مستوى الجمهورية دون أي جهد مالي على تلك الفرق.

إذا طُبقت تلك الفكرة وبدأ نقل البطولة تلفزيونيًا سيبدأ الرعاة في الانتباه لتلك الفرق ورعايتها مما سيؤدي إلى زيادة موارد الأندية المصرية.. دعونا نحلم بيوم نستمتع فيه بمشاهدة الفرق الجماهيرية الكبرى وهي تلعب في بطولة تليق بها، وصدقوني.. المتعة مضمونة.

* د. رامي عبد الباقي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.