حسن ضوه يكتب | لون حياتك
هل أصبحنا مثل ما نريد، أو كما حَلمُنا يومًا؟ أم على أمل أن نُصبح ! هل نفعل ما نحب في حياتنا؟ وما هو نتاج أوقاتنا في هذه الحياة؟ نعبٌر السنين وتسرقنا مشاغل الحياة وحين تُصبح أولويتنا هي في جانب واحد” العمل والارتزاق ” والمثابرة على احتواء كل تفاصيل العمل من باب الحرص على الواجب والأمانة، حتى وإن لم يوافق ميولنا أو مواهبنا الإبداعية، لأنه فقط ما اقتضته الضرورة في الحياة يعني عمل للعيش فقط. لكن ليس عيش سهل أبدًا، بل أراه عيش بتبرم ومرارة من كل الظروف والواقع وكل ما حولنا لا يناسبه من الوقت والزملاء والرؤساء، وممكن أن يصبح الفرد مقصرًا دون أن يُدرك، وقد يشعر بالفراغ لأنه لا يجد نفسه في عملة، كيف نتغلب على صعوبة هذا الواقع، الحل يتمثل بسد هذا الفراغ وكل أبعاده، وتفريغ كل الضغوطات والكبت الذي يتولد
مع مختلف الظروف وليس في العمل فقط (ممارسة هواية) سواء كانت هذه الهواية إبداعية فنية أو أدبية، رياضية، أو حرفية وممكن أيضًا ابتكارها بمحض الميول وهذا بحد ذاته يعوض عن سأم الفرد بممارستها، وتساعد على التخلص من نمط الحياة والروتين اليومي، ولو عدنا الى عَد إيجابيات الهواية فهي كثيرة قياسًا بحالة الفراغ التي نعيشها فهي تعوض عن سأم العمل، وتبهج النفس، تنعش العقل والفِكر الإبداعي، مُتنفس عن توترات الحياة اليومية وتعيد الاتزان النفسي، والارتقاء بالمهارات وتبعِد عن اكتساب عادات سيئة. والنقطة المهمة والأهم هي تحقيق ذات الفرد فيها لأنه يكون حُر في اختيار لون الهواية التي هي بذاتها تعطيه مساحة من الحرية في خلق أو إيجاد الوقت لممارستها دون تقيد في توقيت معين، مما يجعل طاقات الفرد تصب في اتجاه سليم وعملي ومؤثر في روتين الحياة الذي تكسره الهواية للوصول إلى حالة التشبع دون ملل مما يعطي للفرد ثقة أكبر بنفسه وذاته وحتى سلوكه الإنساني لأنها انعكاس لجزُء مخفي يظهر في أوقات مستقطعة عن كل مشاغل الحياة الأخرى.
أخيرًا الهواية انبعاث لرغبة ذاتية تُعبر عن الذوق والاختيار، لذا لنحب حياتنا ولنفعل ما نحب، نستقطع من الوقت الثمين لأنفسنا فقط وقت نحب فيها ذاتنا وندللها بلمسات نصنعها باشتياق دائم.
* م. حسن ضوه، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.