عبد الغني الحايس يكتب | التعليم والحوار الوطني
التعليم هو قاطرة التنمية، وفي إطار خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 علينا أن نعترف بكل أوجه القصور التي تحيط بالعملية التعليمة حتي نستطيع العلاج، وبرغم محاولات الدولة الجادة، في زيادة عدد المدارس وتطويرها إلا أن هناك عنصر بشري هو التلميذ والمدرس والإدارة ينبغي ان يصيبهم هذا التطوير حتي تكتمل عملية البناء.
كشف أحدث تقرير إحصائي، وفقًا لنتائج بحث الدخل والإنفاق 2019-2020 الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن ما ينفقه المصريون سنويًا علي الدروس الخصوصية 136.474 مليار جنيه.
نحن في أزمة حقيقية برغم التصريحات الوردية التي يطلقها الوزير طارق شوقي عن بدأ قطار التطوير في المناهج وأسلوب التدريس ونظام التابلت وغيرها من تصريحات لا تمت للواقع بصلة ،لن اتحدث هنا عن الثانوية العامة مصدر معاناة لكل الاسر بدون استثناء وحقل التجارب الذي يقوم به معالي الوزير واستمرار معاناه الأهالي ورضوخهم لمافيا الدروس لعدم قدرة المدرسة عن الوفاء بدورها .وقيام المدرسة طبقا لتوجيهاته بعمل مجموعات تقوية لمحاربة الدروس الخصوصية أيضا صفر فهم لم يثقوا في الدور الرئيسي للمدرسة فهل يثقوا في مجموعات التقوية.
التعليم والبحث العلمي أهم سند حقيقي لبناء أي أمة، في ظل التطور التكنولوجي، تخليت أن التابلت واستخدم أحدث مناهج التعلم وان كل طالب يستطيع البحث باستخدم بنك المعرفة والوصول الي المنصات التعليمية ومتابعة القنوات المدرسية سيكون سند في عملية التطوير لكن هذا لم يحدث، لأن هناك خللًا ولم يتم تفاعل وتناغم تلك المنظومة من الطالب والاسرة والمدرسة والمدرس معا ليصنعوا التغيير المأمول.
اتذكر ونحن في مراحل التعليم الأساسي حصص الأنشطة المختلفة والتربية الرياضية والزراعة والاقتصاد المنزلي والتربية الوطنية والمكتبة والإذاعة المدرسية والمسرح وقراءة أهم الأخبار في الصحف القومية كل ما سبق أصبح من الماضي وفي نظر الطالب حتى المدرس مضيعة للوقت. كيف نخلق جيل لدية انتماء ونكتشف ما لدية من مهارات وهوايات لتنميتها للاستفادة منها في عملية البناء.
التعليم الفني الذي يصرف علية مليارات من الجنيهات كلها تذهب هدرا وبلا قيمة لأن بكل بساطة لا أحد يحضر ولا أحد يهتم. واتحدي أي مسئول يذهب في يوم عمل طبيعي الي مدرسة تعليم فني ويذكر لنا نتيجة زيارته بكل شفافية. ولكن للاسف نصرف أموال الشعب علي كتب وتجهيزات وسفريات للتدريب في الخارج والمحصلة لا شيء.
أتذكر انني قابلت مدير عام التعليم الإعدادي في إحدى المحافظات واشتكيت له سوء العملية التعليمية وما يقوم بة المدرسون من ارغام الطلبة علي الدروس الخصوصية وبيع مذكرات للطلبة بشكل إجباري وخصوصا في سنوات النقل وكانت النتيجة أن جاء بنفسة إلى تلك المدرسة محل الشكوى، وبشكل روتيني بيروقراطي كامل يسأل عن دفتر الحضور والانصراف ودفتر تحضير مدرسين زارهم في حصصهم دون ان يبحث أصل الأزمة برغم تغيبه لكثير من المدرسين الذين لم يحضروا واعتبروا ان تلك اجازة عارضة طبقا للقانون وذهب ولم يعد مرة أخري.
نحن نقترب من استضافة مؤتمر المناخ في مصر فهل يعلم طالب أو مدرس عن هذا المؤتمر شيء؟ ففي نطاق خطتنا للتنمية المستدامة لابد أن يرتبط الطلاب بالقضايا العالمية وأن يعرفوا الأثر البيئي للتغيرات المناخية للمساهمة في الحلول والتوعية ولكن للأسف المحصلة صفر.
في التعليم الجامعي عقدوا ندوات في غرف مغلقة وكنت اتمني على كل جامعة وكل كلية بدون استثناء أن تدرجة في مقرراتها كنوع من البحث الإجباري ليتحدثوا عن تلك الظاهرة ويرتبطوا بها وخصوصا ستكون مصر محط أنظار العالم في القمة 27.
أيها السادة النشأ والشباب هم قوة مصر القادمة وقاطرة نهضتها، فأنقذوا المستقبل بتعليم جيد ومنظومة متكاملة متناغمة لنصل الي تنمية الوعي والمهارات واستغلال تلك القوي البشرية في البناء والتنمية. أنقذوهم من وسائل التواصل الاجتماعي الهدامة والدراما والافلام الهابطة والأغاني السوقية وان تعود المدرسة مع الأسرة للتربية السليمة والأخلاق الحميدة والوطنية الرصينة.
أتمنى وجلسات الحوار الوطني على أن تبدأ فعالياتها تكون أزمة التعليم اولوية اولي وبعيدا عن الكلام النظري والأكاديمي المنمق ان تكون هناك زيارات دورية بشكل حقيقي للاطلاع على الواقع الغائب عن أعين معالي الوزير وكل مساعديه.
يعرف الجميع أهمية التعليم ولكن لا يعلم الواقع الحقيقي لما يحدث داخل أركان جداران أي مدرسة، ولكي يكون العلاج شافي لا بد من الاعتراف بالمرض حتى يكون العلاج.