محمد طه يكتب | ماذا لو لم تكن هناك ثورة ٣٠ يونيو

0 336

لنعد إلى الماضي، إلى عام ٢٠١٣ لنفترض أن ثورة ٣٠ يونيو لم تكن قد حدثت ونضع احتمالات الافتراضات الظلامية المترتبة على ذلك، وهي جزء بسيط من احتمالات كارثية:
أولًا: ما هو شكل النظام السياسي، نفترض استمرار حقبة التيار المتطرف لجماعة الاخوان واستمرار تغير هوية الدولة الوطنية الي دولة المرشد واغتيال الكفاءات المختلفة معهم أيديولوجيا وفكريًا وتغيب الدولة الوطنية الراسخة منذ آلاف السنين ودخول الدولة في نفق مظلم من الاحتمالات والافتراضات. والتصادم بين النسيج الوطني الواحد قيام حرب أهلية طاحنة كالرحى تضرب أوصال الوطن وتفقده أبنائه وموارده وتضع الوطن على حافة الهاوية.
ما هو وضع الدولة الوطنية إقليميًا ودوليًا: تتمتع مصر بتأثير قوي منذ آلاف السنين وفق موقعها ونسيجها الوطني الذي لم يتغير وإقليميا لعبت مصر دور كبير ومحوري في نطاقها الإفريقي والعربي والبحر متوسط بالإضافة إلى تأثيرها كأحد الفاعلين الدوليين الأساسيين في النظام العالمي.
عدم حدوث ثورة ٣٠ يونيو كان سيدخل الدوله في حرب أهلية مما يترتب عليه طمع بعض القوي الإقليمية والدولية في الأراضي المصرية والموارد ومع احتمالية حدوث نزوح وهجرة من مصر الي الخارج وهوه ما لم يحدث تقريبا على مر التاريخ.
كانت مصر دائما ولا زالت هي من تستقبل الأشقاء الأفارقة والعرب وحتى الأوربيين.
ما هو الوضع العسكري والأمني: الجيش المصري هو جيش الشعب وهو جيش حر شريف قادر علي حفظ وحماية الدولة المصرية الوطنية ومقدراتها برًا وبحرًا وجوًا. ماذا سوف يحدث إن لم ينحز الجيش المصري للشعب لك أن تتخيل.
ما هي المواجهات المحتملة للجيش المصري في حالة الحرب الأهلية الداخلية ووجود حالة من الفوضى هل نطاق الاتجاه الاستراتيجي الغربي ليبيا وجماعات متطرفة ودول طامعة في السيطرة على المنطقه وفي الشرق الكيان الصهيوني يتحين اللحظة للدخول إلي سيناء مرة اخري وفي الجنوب حروب أهلية وصراعات في شمال وجنوب السودان وأزمات مفتعلة من الجانب الأثيوبي تتعلق بالأمن المائي. مع رغبة بعض القوي الإقليمية والدولية في تقسيم مصر وتفكيك نسيجها الوطني والسيطرة على موقعها ومواردها، وهو ما يضع الدوله في افتراضات فرض السيادة عليها من قوي خارجية وعقد مؤتمرات للتحاور حول مستقبل مصر الأمني وللتخلص من الإرهاب، ووضع خطط مستقبلية لإنقاذ الدولة بعد إفشالها وهدم مؤسساتها.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستمارس هواياتها المفضلة في دعم كل الأطراف بالسلاح وعقد مؤتمرات للتفاوض والترحيب بسيطرة الكيان الصهيوني على سيناء؟ وفرض بريطانيا سيادتها على سياسات مصر الخارجية؟ ومطالبة فرنسا بإدارة قناة السويس؟ وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على منافذ الطاقة والثروات؟ وأصبح الشعب المصري رهين اختيارات الغير؟ وتقسيم السودان أكثر وعقد اتفاقيات جديد؟ تحتمل كل شيء فقد أصابك الموت المرض والجميع يريد الفوز بميراثك وأصبح الوقت مناسب لفرض الإرادة وإنتاج واقع جديد.
احتمال آخر تخيل أنك تواجهة جائحة كرونا والحرب الاقتصادية بين القوي العالمية في نطاق حرب محدود بين روسيا وأوكرانيا، كيف كانت ستتصدى الجماعة أمام الجائحة هل كانت تمتلك دعم المواطنين وتوفير الموارد الأزمة للعلاج وتوفير المستلزمات الطبية والأمصال. هل كانت هناك احتمالات لوجود قمح أو توافر السلع هل كانت مصر تمتلك القدرة على استيراد قمح أو إنتاجه؟ احتمال آخر أكثر صعوبة ما هي احتمالات تنفيذ مشروعات قومية ومبادرات ودعم للشباب وتدشين جمهورية جديدة …. لا اعتقد أن شيئًا من هذا كان سيحدث في تلك الحقبة.
في ذكري ٣٠ يونيو يجب أن نوجه التحية والتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أنقذ مصر من الاحتمالات والافتراضات الظلامية في معادلة الشرق الأوسط الدامي وفي ظل نظام عالمي يسوده حده من الاستقطاب بين الشرق والغرب.
إعادة الرئيس تثبت أركان الدولة الوطنية وسعي الي تنمية قوي الدولة الشاملة في زمن قياسي من مشروعات قومية ومبادرات وتمكين وتدريب الشباب واعادة تسليح القوات المسلحة بتنوع وبناء قواعد عسكرية في كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
استخراج المواد وتعظيم الثروات مصر وتعظيم إنتاجها من الغاز والبترول والمواد الطبيعة والاستزراع السمكي والمشروعات القومية الزراعية والمشروعات القومية لتنمية الموارد المائية والمدن الجديدة.
تحويل مصر إلى دولة كبري ذات تأثير في محيطها الإقليمي والدولي لتكون أحد الفاعلين الدوليين لتشارك مصر في صياغة القرار الدولي وتقوم بأدوار كبري وتعزز من نشر قيم التسامح والسلام والإنسانية عالميًا وتتصدي للإرهاب والجماعات المسلحة الراديكالية التي تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي وتتصدي كذالك للجريمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية. مصر هي كنانة الله في أرضه حفظ الله مصر وأهلها ودائمًا وأبدًا مصر الدولة الوطنية الكبري الباقية منذ آلاف السنين حقيقة راسخة وعلى أرضها يتحطم كل آمال الطامعين.

* محمد طه، تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.