خالد محمد جوشن يكتب | ثورة يوليو .. خير وشر

0
فى مقال للدكتور زكى مبارك بعنوان رئيسى الحدث ذو شجون، وعنوان فرعى الهجرة الى الريف نشر فى الرسالة سنة 1940
نعى فيه زكى مبارك على الحواضر المصرية ـ الاسكندرية والقاهرة وانها جنت على الريف، ويقول ان اهل المدن عاجزين عن النوم بديار الريف
ويدعو فى مقاله زائرى الريف المصرى الى عدم اظهار انواع الطعام المختلفة التى يأكلونها ، لان اهل الريف لايعرفون سوى لون واحد من الطعام او لونين
ويدعو زكى مبارك فى مقاله الذاهبين الى الريف الى عدم الذهاب الى الحقول بالبيجامات باعتبارها رفاهية
ويحذر زكى مبارك من ذهاب اهل المدن الى الريف لان ذلك سيعرض الريف الى رجة اجتماعية
( الهذا الحد كانت حياة الريف المصرى مزرية )
الاجابة نعم وهذا ما دعا زكى مبارك الى قول العبارة الاتية :- الى الذاهبين الى الريف __ هل نستطيع ان نروض اهل الريف على الاقتناع بان لاهل المدن شمائل هى السبب فى سبقهم اطايب المنافع وكرائم الطيبات
ويستطرد زكى مبارك قائلا هذا يوم من ايامك ايها المهاجر الى الريف فكن قبسا من الهداية يدفع ما فى الريف من ظلمات
انتهى كلام الدكتور زكى مبارك والرسالة برمتها اهداء الى المتباكين عل فترة فترة ما قبل ثورة 1952
لذلك لا نبالغ اذا قلنا ن القاهرة والاسكندرية كانتا درة البلاد المصرية والريف المصرى لم يكن سوى حظيرة كبيرة يعيش فيها الفلاحيين ويتم حلبهما معا لصالح مجتمع النصف فى المائة المخملى الذى كان يحكم مصر
ولقد ساعد فى استمرار هذا الوضع المصرى عشرات السنين انعدام وسائل الاتصال من تلفزيون وراديو وغير ذلك
ووضع الريف المصرى المزرى ، هو ما دعا كاتب كبير مثل احمد امين ليقول فى احدى مقالاته ان الموت بالقنابل فى القاهرة افضل من الموت بالميكروبات فى الريف
فعاتبه زكى مبارك ودعاه الى ان يدعو الى الرجوع الى الريف لتحسينه وتجميله
ما فعلته ثورة يوليو انه حققت عدالة اجتماعية فى فترة قصيرة للغاية وغيرت تركيبة المجتمع المصرى فى ضربة واحدة استعصت على كل السياسين طوال فترة الديمقراطية السياسية ، واخطأت عندما نسفت الديمقراطية السياسية ، ول تستطع تحقيق الامرين معا عدالة اجتماعية وديمقراطية سياسية حتى تاريخه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.