صلاح الدين محسن يكتب | قمح أوكرانيا وغاز روسيا
لم يلمع اسم دولة أوكرانيا في عيون الملايين بالعديد من الدول الا بعد الحرب الروسية عليها..
اكتشفوا أن خبزهم — عدة دول والعديد من الشعوب ! – يأتي من أوكرانيا ! وأثار هذا قلقاً للمجتمع الدولي .
وكان رؤساء كل تلك الدول ينامون في كل ليلة باطمئنان , دون حساب لأية احتمالات سياسية أو مناخية قد توقف وصول الخبز – القمح – من أوكرانيا
وفجأة صحوا علي الكارثة .. شعوبهم علي وشك الموت جوعاً
كان يوجد وزير للزراعة في مصر – عهد حسني مبارك – اسمه ” يوسف والي ” – وقد كان من علماء بلاده في الزراعة – و يهتم بزراعة الخيار والفراولة والكانتالوب .. لأن سعرها أغلي .!. أما القمح فرأي أن استيراده أرخص من زراعته .. ! .. لم يكن يفكر ويتصرف كرجل مسؤول عن خبز شعب من عشرات الملايين .. بل كفلاح يمتلك فدان – أو دونم – أو بضعة أفدنة من الأرض .. ويعنيه المحصول الذي يعطيه دخلاً أعلي . ولو بعيداً عن رغيف خبزه .!
لعل حكام الدول الذين كانوا يعتمدون علي أوكرانيا في شراء رغيف الخبز . قد استيقظوا .
غاز روسيا وحياة أوروبا
أيضاً يوجد كثيرون لم يتصوروا ان معظم دول أوروبا تعيش علي غاز روسيا ..
وزعماء تلك الدول ( المتقدمة ) .. كانوا ينامون وهم مطمئنون علي أن بيوت ومصانع ومزارع بلادهم تشتغل بغاز روسيا .. وهم مطمئنون !
ولم يتحسبوا لتقلبات السياسة أو غيرها .. فيهم دول وصلت لقمة تقدم حضارة هذا العصر . ولكن اهتمامهم بتطوير الأسلحة , وتطوير التطوير . والدخول في سباق تطوير التطوير للأسلحة . بما فيها أسلحة يمكنها دمار الدنيا بكل من وما فيها ! كان عندهم أهم من تطوير وسائل الطاقة وبدائلها .. !..
حتي فوجئوا بأن تغير السياسة , قطع عنهم الغاز .. يا للكارثة
لعل هؤلاء الحام قد استيقظ
لعل درس قطع الغاز الروسي , عن أوروبا . وتوقف – أو تأخر – شحنات القمح الأوكراني , عن الدول التي لا تزرع بنفسها رغيف خبزها .. كان درساً لن ينسي .. لمن يستفيدوا من الدروس .
( زمان .. حتي الخمسينيات وربما الستينيات من القرن الماضي – قبل أن يتغول ويتوحش غباء وجهل 23 يوليو 1952 وتلاميذ وخلفاء قياداتها الأشرار , كان الفلاح المصري , يزرع رغيف خبزه بنفسه – الذرة والقمح – ويُخزّن ما يكفيه طوال العام , في صومعة مصنوعة من الطين – يبدو انها إرث عن جدوده الفراعنة . وبعد ذلك سمعنا عن أذرة – ثم قمح – تأتينا من أمريكا – معونة .. صدقة .. لمصر ! وحتي الوصول لزمن استيراد رغيف الخبز – القمح – من دولة , أغلب المصريين لم يسمعوا اسمها من قبل : أوكرانيا .. ! )
نعتقد ان قمح أوكرانيا و غاز روسيا .. والأزمة المخيفة التي حدثت عام 2022 بسببهما .. ستكون درساً لن ينسي . وستكون له تبعات كبيرة , نرجو أن تكون في صالح البشرية وليس في العكس .