د. أحمد موسى يكتب | روسيا وأوكرانيا وسوق الطاقة

0 262

مع قرب دخول الأزمة الروسية الأوكرانية الشهر السابع على أدائها ، في ظل مشهد ضبابي بين الجانبين ، وعدم ظهور رؤيا واضحة لحل الأزمة التي ألقت بظلالها على على جميع دول العالم ، وفى ظل ظهور شبح الأزمة الغذائية التي بدأت تؤثر بالفعل على جميع دول العالم ، وكذلك ظهور شبح أزمة الطاقة والتى تعد بمثابة كارثة للعديد من الدول لعل أهمها دول أوروبا .
أن المؤشرات على ما يبدو تتجه إلى حرب استنزاف بين روسيا وبين الغرب على الأرض الأوكرانية.
لكن على صعيد الطاقة، فإن روسيا تحصد ثمار ارتفاع أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم، والذي تسببت الحرب برفع أسعاره لمستويات قياسية ، والتى نجحت بأمتياز بتحويل الخسائر التى حدثت فى اول شهور الأزمة من خسائر الى نجاح متميز .
إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكتسح بقوة في أسواق الطاقة العالمية حاليا متجاوزا كافة العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا بعد بداية الأزمة ، حيث تتحكم فى تصدير الغاز الروسي بالعملة الروسية الروبل فى التحكم فى سوق الطاقة وأصبح دول أوروبا بين ضغوط الطاقة وارتفاعها لمستويات قياسية وبين أزمة الشتاء القادم والتى مما لاشك فيه ستكون كارثه مدوية لديهم
ياتى هذا كله فى ظل بدء سريان العقوبات الأوروبية على صادرات الخام الروسية اعتبارا من شهر نوفمبر القادم ، الأمر الذي يترتب عليه ما سوف تواجه حكومات أوروبا لبعض الخيارات الصعبة، حيث تبدأ أزمة الطاقة في استفزاز المستهلكين والشركات، والتأثير السلبى على العديد من قطاعات الصناعة والتجارة ليس فقط على مستواهم، ولكن على مستوى العالم أجمع .
وفي ظل وصول متوسط سعر برميل برنت نحو 95 دولارا بالمتوسط حاليا ، وهو نفس السعر ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، ويبقى ثلاثة شهور دخول العقوبات الأوروبية حيز التنفيذ حظر استيراد النفط الروسي.
هذا الحظر من شأنه أن يقفز بأسعار النفط الخام العالمي من جهة، ويزيد الطلب على المشتقات من دول غير روسيا، من جهة أخرى، بينما موسكو، تتجه بنفطها شرقا نحو 4 من أكبر 5 مستوردين للنفط ، الأمر الذي يترتب عليه استفادة موسكو وانتهاج نفس النهج الذى حدث بعد بداية الأزمة الروسية الأوكرانية ، ويبقى السؤال الأهم والأصعب وهو، في ظل ضبابية المشهد على مستوى العالم وفى ظل عدم حسم الازمة الروسية الاوكرانية والتي على ما يبدو تستمر لأشهر مقبلة ، ما هو الخيار أمام دول اوروبا فى سوق الطاقة وذلك ومع قرب قرار الحظر على استيراد النفط الروسي وكذلك قرب دخول موسم الشتاء القادم على أوروبا .
هل سيكون هناك بديل أقوى للنفط الروسي ، ام سيكون هناك خضوع القرارات الروسية والاستسلام والعودة إلى استيراد النفط الروسي ، وإذا كان هناك عودة فان الخيارات الروسية لتصدير النفط الروسي لأوروبا سيكون بمفهوم وقواعد وشروط جديدة ، الأمر الذى يترتب عليه تحقيق الهدف الاهم والاكبر والذى أعلنه الرئيس الروسى فى خطاب موجه للشعب الروسى قبل بدء عمليات الأزمة الروسية الأوكرانية .
اما اذا كان هناك بديل أقوى للنفط الروسي ، فإنه سيكون هناك رقعة جديدة للحادث وبداية أزمات أخرى بين الدول والتى قد تؤدى الى نشوب صراعات في مناطق مختلفة من العالم ، الأمر الذى قد يؤدى إلى نشوب حروب الطاقة بين الدول على مستوى ثنائي وعلى مستوى جماعى .
بقلم
د. أحمد موسى
عضو تنسيقية الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.