سعيد مضيه يكتب | تفجيرات 11 سبتمبر .. تدشين القرن الأميركي (6 – ٦)

0

انضم الكونغرس الى الجهود المتواطئة على تحصين الكتم ؛ فقبل بضع ساعات من التصويت على قانون باتريوت (الوطني)، ادخل تعديلا على القانون يقضي إعفاء الشركات الأجنبية المكلفة بأمن المطار من المساءلة القانونية يوم 11/9 . هكذا امتنعت المحاكم الأميركية عن طلب شهادة من مؤسسة (آي سي تي إٍس) المكلفة بامن المطارات أثناء تنفيذ التفجيرات، او إحضار كاميرات مراقبة من المطار.

أولا الإدارة- تشكلت من أفراد ذوي إيديولوجيا مشتركة ومتمرسون في الخدمة:
فاليري سيلفرشتاين: رجل اعمال اميركي يعيش في نيويورك؛ فاز بمقاولة تشغيل مركز التجارة الدولي لمدة 99 عاما ، وعمل بوليصة تامين نادرة ضاعفت التعويضات في حال التخريب الناجم عن “أعمال إرهابية”. تغيب عن المركز يوم 11/9 ، حيث اعتاد تناول طعام الإفطار في احد طوابق البرج السابع. وتغيب كذلك ولده وابنته اللذان يعملان بالبرج .
فرانك لووي : فاز بامتياز معرض داخل المركز التجاري الدولي في حيز مساحته قرابة 427 ألف قدم مربعة؛ صاحب شبكة مولات ويستفيلد اميركا من اكبر مثيلاتها في العالم.. . خدم في لواء غولاني العسكري بإسرائيل وشارك في حرب 1973. أسس وموّل المؤسسة الإسرائيلية للاستراتيجية القومية، و يرتبط بعلاقات صداقة مع اولمرت وشارون وإيهود باراك ونتنياهو. تغيب عن المركز التجاري الدولي يوم 11/9.
لويس أيزنبرغ: يشغل عضوية هيئة التخطيط في كل من النداء اليهودي الموحد والفيدرالية المتحدة لدعم إسرائيل؛ رئيس سلطة الموانئ في نيويورك، امتلك صلاحية منح رخص المركز لكل من سيلفرشتاين ولووي؛ تبرع بمبالغ مالي ضخم في حملة انتخابات بوش – تشيني، وله اسهم في بنك غولدمان ساخس.
رولاند لاودر: عضو مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية: الصندوق القومي اليهودي ، المؤتمر اليهودي العالمي، عصبة مناهضة التشهير، السيمنار الديني اليهودي.
أسس لاودر مدرسة في هيرتزليا للموساد أسميت مدرسة لاودر للديبلوماسية والاستراتيجيا الحكومية. ملياردير صاحب أضخم محلات التجميل، وعمل رئيسا للجنة الخصخصة التابعة لحاكم ولاية نيويورك، وكان رائدا في حملة خصخصة المركز التجاري الدولي، وفعالا في خصخصة قاعدة ستيوارت للطيران الحربي.
ثانيا لجنة التحقيق في تفجيرات 11/9 :
عُين الصهيوني ، فيليب زيليكاو ، مديرا تنفيذيا للجنة ، فامتلك أقوى سلطة في اللجنة. عينه بوش من قبل في لجنة نقل صلاحيات الرئيس، وقبل ذلك عمل خلال الفترة 1989- 1991مع كوندوليسا رايس في مجلس الأمن القومي في إدارة بوش الأب. وفي العام 1995 ألف كتابا بالتعاون مع رايس، وترأس خلال الفترة 1996-1998مجموعة أسبين الاستراتيجية، والتي ضمت أشخاصا مثل ديك تشيني وكوندوليسا رايس وبول وولفويتز. وفي إدارة بوش الابن عين رئيسا للجنة مستشاري بوش في استخبارات الخارج. استطاع زيليكاو إن يقرر في لجنة التحقيق أي المواضيع يحقق فيها وأيها لا تستحق الاهتمام. وهو مسئول عن اختلاق إحدى مئات الأكاذيب الواردة في التقرير الرسمي ، فشطب كل علاقة بانهيار البرج رقم 7 قبل اصطدام الطائرة .

ألفين هيلرشتاين: ، يحمل الجنسية الإسرائيلية؛ عمل قاضيا في محكمة المنطقة الجنوبية لنيويورك، وكلف بالتحقيق في عدة حالات رفيعة المستوى متعلقة بالتفجيرات، من بينها قضية رئيسة ضد ثلاث شركات طيران، آي. سي. تي إس انترناشيونال، شركات امن مطار بينكيرتون، مالكي مركز التجارة الدولي، وشركة صناعة طائرات بوينغ.
ميشيل موكاسي: القاضي اليهودي الأرثوذكسي حقق في علاقة لاري سيلفرشتاين مع شركة التامين بعد 11/9. وتلقى سيلفرشتاين بلايين الدولارات كتعويض. وحال موكاسي دون استكمال التحقيق مع الراقصين الخمسة المعتقلين يوم التفجيرات. ولعب دورا في الإفراج عنهم. عين لاحقا مدعيا عاما في إدارة الرئيس بوش.
ميشيل شيرتوف: بصورة جوهرية كان المسئول عن شكلانية التحقيق في التفجيرات. سمح لمئات الجواسيس ممن اعتقلوا قبل 11/9 وفي ذلك اليوم بالعودة إلى إسرائيل. مزدوج الجنسية، وأسرته تمول دولة إسرائيل.
كينيث فاينبيرغ: انشأ صندوق تعويض الضحايا( 7بليون دولار) الخاضع لإشراف الصهاينة؛ أفلح في توصيل المال ل 97بالمائة من أسر الضحايا لحملهم على إسقاط دعاوى التحقيق القضائي في التفجيرات.
شيلا بيرنباوم: لعبت دورا رئيسا في التستر على الفاعلين الحقيقيين. عينت “وسيطا خاصا” في القضايا الحقوقية التي رفعها ثلاثة بالمائة من أسر الضحايا ممن قرروا رفض عروض الرشوة التي قبلها الآخرون. استطاعت المحامية إفشال الدعاوي .
بينجامين شيرتوف: ابن عم ميشيل شيرتوف، صاغ الفقرة المتعلقة بالدعوى الحرجة في الميكانيكا الشعبية لتفنيد ” نظرية المؤامرة”. ادعى أن رابطته العائلية مع ميشيل بعيدة ، لكن كريس بوللين أثبت العكس.
ستيفين كاوفمان: ترأس لجنة التحقيق في انهيار البرج رقم 7، من تلقاء نفسه دون ان تمسه الطائرات. أسفر التحقيق عن ان سقوط البرج تسبب عن تراكم ركام البرج الشمالي. وبذا طمس التحقيق متفجرات وضعت مسبقا في ظل حماية امنية متواطئة.

ثالثا، هيئة الأمن: قدم عقد امن المركز لشركة كارول أسوشييتس. ويملكها الصهيونيان جولس وجيريمي كارول؛ لكي يتاح إدخال المواد المتفجرة والحارقة إلى مواقعها الاستراتيجية بالمركز بدون إثارة الأسئلة. بعد تفجيرات 1993 اشتهر الأخوان كارول بالكنية سي آي إيه- وول ستريت. وتم عقد اتفاقية مع سلطة الموانئ في نيويورك مقابل 2.5 مليار دولار .

كان المدير الإداري لشركة كارول آنذاك جيرومي هوير ، وهو صهيوني اختاره رودي غولياني لإدارة مكتبه لمتابعة الطوارئ ما بين عامي 1996 و2000 ، ومارس ضغطا هائلا لنقل مكتبه إلى المركز التجاري برج رقم 7 ، الذي انهار بالتفجيرات.
والدة جيرومي هوير – روز موسكاتين هوير – عملت عميدة لمدرسة إسرائيل للتمريض وكانت الرئيس الشرفي لقسم هداسا في نيويورك، بنات حركة صهيون ، إحدى المنظمات المركزية للحركة الصهيونية التي نشطت في إقامة ودعم دولة إسرائيل.
جون اونيل : هو الوحيد الذي طاله الموت في 11/9 من بين طاقم الإدارة المعين في المركز التجاري ، وهو اليوم الأول لمزاولته العمل بالمركز. الأمر الذي يثير الشبهة بتعمد تصفيته. عمل اونيل في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وعهد إليه تقصي اخبار بن لادن، وعينه هوير رئيسا للأمن في المركز. استقال أ ونيل من مكتب التحقيقات الفيدرالي ، بعد أن عمل محققا في ضرب البارجة الأميركية كول بميناء عدن، حيث تعرض لمضايقات من قبل السفيرة الأميركية، باربارة بوداين،عطلت تحقيقاته وإجهضتها، نظرا لأن البارجة ضربت بصاروخ اسرائيلي بقصد إثارة الرأي العام ضد العرب ( القاعدة)، والتعريض بالحزب الديمقراطي ، الذي لم يأخذ النشاط الإرهابي على محمل الجد.
يعني الباخرة كول تجربة صغيرة للمركز التجاري الدولي!!
ورابعا أمن المطارات
اما الجانب الجوهري الثالث للتحكم فكان امن المطارات التي ستنطلق منها الطائرات التي ستختطف. وتطلب تفويض الفحص الإليكتروني للمسافرين المسئولين يسمحون بتمرير أشخاص معينين ومواد معينة ( أسلحة). تم تفويض المراقبة الأمنية للمطارات الثلاث لشركة هونتزلا ي، وهي فرع لمؤسسة ( آي. سي. تي. إس) المملوكة بالكامل لعزرا هاريل وميناحم عتصمون . كانت مؤسسة ( آي سي تي إس) مسئولة ايضا عن امن المطار عندما صعد على متن إحدى الطائرات ريتشارد رايد ينتعل حذاء ملغما بقنبلة. ولو كان رايد إرهابيا حقا وليس عنصر مخابرات فلن تسمح له المؤسسة الصعود إلى الطائرة.
ادار المؤسسة خبراء في حقلي الأمن والاستخبارات، ومعظمهم موظفون سابقون في جهاز المخابرات . ولا يصدق ان المؤسسة التي أدارت امن مطاري نيويورك وبوسطون لوغان تسمح بمرور 19 عربيا على أربع طائرات مزودين بقواطع صناديق وحتى ببندقية.
عمل ميناحيم عتصمون في حزب الليكود مع اولمرت، وتورط في فضيحة سياسية أدين بسببها بجرم تزوير الوثائق والغش والإخلال بقانون تمويل الحزب.

خامسا: بتيك للبرمجة
معظم النظم الكمبيوترية التي من المحتمل انها انشغلت بقضية التفجيرات تستخدم برامج إليكترونية (سوفتوير) تعدها شركة بتيك. وتضم قائمة الهيئات المستخدمة لهذه التكنولوجيا القوات المسلحة الأميركية، الكونغرس، وزارة الطاقة، وزارة العدلية، مؤسسة إف إيه إيه، مكتب التحقيقات الفيدرالي، الجمارك ، الهيئات الاستخبارية وحتى البيت الأبيض.
عمل ميشيل غوف مع شركة بتيك ، رجل أميركي له ارتباطات بالمخابرات ويزوده بالمعلومات عملاء للاستخبارات ويوجهونه أثناء عمله مع “شركاء” لبنانيين مسلمين في بتيك. كان الصهيوني ميشيل غوف مدير تسويق في بتيك وعمل مع شركة البيانات الإسرائيلية غوارديوم (يرأسها عميت يوران). أسرة غوف مشهورة وتحظى بالاحترام في وورسيستر بولاية ما ساسوسيتش. وتحت إشراف غوف أفلحت برمجية بتيك في إدخال “أحصنة طروادة” داخل معظم النظم الكمبيوترية التي جرى تسويقها (في بلدان المشرق العربي) . نفس النظم البرمجية فشل بعضها وعمل بعضها بصورة جيدة، بناء على النظرة إلى أحداث سبتمبر / أيلول 2001.

بنفس العدد من “ميدل إيست . أورغ” نشرت عدة مقالات تجمل ما جرى في العقدين التاليين للتفجيرات . إحدى الناشرين على الموقع، ليندسي كوشغاريان، مديرة مشروع الأولويات القومية بمؤسسة دراسات السياسة ، والمشارك الرئيس في كتابة التقرير حول حالة انعدام الأمن تكاليف العسكرة منذ 11 أيلول 2001 قالت الباحثة ان الحكومة الفيدرالية انفقت 21 تريليون دولار خلال عشرين عاما ، سنوات من القحط بالنسبة للأسر الأميركية . شح الإمكانات للانفاق على الخدمات الملحة، لم يجعلنا الإنفاق العسكري اكثر امنا “.
لم يتحقق أمن ولكن تريليونات الدولارات تدفقت على حسابات شركات صنع الأسحة الأميركية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.