سعاد عزيز تكتب | تسونامي الفقر في إيران
في المجتمعات الانسانية المختلفة في سائر أرجاء العالم، فإن الاطفال هم أهم أسباب إستمرار الحياة ذلك إن تعلق الوالدين بهم وبذل کل مابوسعهم من أجل ضمان حياتهم وتوفير سبل العيش الکريم لهم، هو سر إستمرار الحياة وديموتها، وعندما تنقل وسائل الاعلام خبرا عن أب أو أم يعنف طفله فإن القيامة تقوم عليهما في وسائل التواصل الاجتماعي.
الاهتمام بالاطفال وبضمان کل مايساعد على إستمرار حياتهم وعيشهم على أفضل مايکون، ليس هو محض شأن عائلي بل إن دول العالم وبشکل خاص خلال عصرنا هذا تمنحهم إهتمام ورعاية خاصة متميزة لأنهم يعتبرون أهم ثروة حيوية لدول العالم المختلفة وإن مستقبلها متعلق بهم، لکن يبدو إن الصورة تختلف في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، خصوصا عندما نجد حدوث إنتهاکات مروعة من قبل النظام لعالم الطفولة ومس برائته، حيث يتم عسکرة الاطفال وتدريبهم على الاسلحة بل وحتى تشويه أفکارهم الطفولية البريئة بفرض أفکار ومفاهيم متطرفة تجبره على کراهية الآخر ورفضه والقضاء عليه، هذا ناهيك عن إن الاطفال في ظل هذا النظام وبسبب الاوضاع الاقتصادية السيئة جدا وظروف المعيشة الصعبة، يتم إستغلالهم في الاعمال والذي يبعث على الالم هو إجبار هٶلاء الاطفال على العمل في مجالات تفوق مستوى طاقتهم ومرحلتهم العمرية.
لکن لاتقف مصائب الاطفال في إيران في ظل هذا الحکم الديني المتزمت عند تلك الحدود التي أشرنا إليها، بل إنها تتعدى ذلك بکثير، إذ أن مأساة الاطفال في إيران کما يبدو تبدأ منذ الساعات والايام الاولى لولادتهم، وبحسب ماقاد أفادت به وكالة مهر الحكومية للأنباء يوم الاثنين 22 أغسطس / آب2022، أنه تم العثور على رضيع عمره ساعة واحدة فقط بجوار حاوية القمامة في حي أفسرية بطهران. هذه الظاهرة المأساوية الناجمة عن الفقر المدقع تحدث يوميا في إيران بسبب من وطأة حكم النظام القائم، غير إنه ليست هذه مجرد حالة أو حادثة يتيمة بل إنه وکما ذکرت وسائل إعلام تابعة للنظام الايراني فإنه يتواصل التخلي عن الرضع في حاويات القمامة في طهران ومدن إيرانية أخرى بشكل يومي، وفي وقت سابق ذكرت وسائل إعلام النظام أنه تم العثور على طفل في حاوية القمامة في زاهدان وعُثر على رضيعة على جانب الشارع في الأهواز.
هذه المشاهد المروعة والتي تقشعر لها الابدان وتبعث على ألم في أعماق الضمير الانساني يبدو إنها قد أصبحت بمثابة ظاهرة في ظل حکم النظام الايراني حيث إنه وبهذا السياق فقد أعلن محمد رضا محبوب فر، الباحث في شؤون الأضرار الاجتماعية، يوم الجمعة 27 مايو، في مقابلة مع موقع “رويداد 24” الإخباري، أنه “تم التخلي عن حوالي 5000 رضيع في 10 أيام فقط”!!
تسونامي الفقر الذي يعتبر النهج المتبع من قبل النظام الحاکم عاملا أساسيا ورائه، وخصوصا عندما يقوم بصرف أموال الشعب الايراني وأجياله القادمة على مجالات وأمور لاتخدم إطلاقا مصالح هذا الشعب وتضمن مستقبل أجياله.