محمد رياض إسماعيل يكتب | نظرية المؤامرة أصبحت حقيقة (1-2)
أمريكا تفتعل الازمات وتضخمها بالإعلام الاوليغارشي “المسير ضد روسيا” في حربها مع أوكرانيا، لتدفع العالم الى حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر.. لا تواني المخابرات المركزية من تدبير اختلاق ازمة عالمية ضد روسيا على شاكلة الصاروخ الروسي س-300 الذي وقعت في الأراضي البولندية وتبين بانها من بقايا السلاح الروسي في أوكرانيا.. وتستمر المخابرات الأنجلو أمريكية في صناعة هذا النهج، والأيام حبالى تلدن كل عجيب..
الرؤية الواقعية اليوم مع سير الاحداث الأخيرة تلتقي مع نظرية المؤامرة في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا التي تسير بمشيئة الاوليغارشية امراء العالم الجديد، وهذا مجرد فكر تأملي، فأمريكا ووكالاتها الاستخبارية وروسيا وأوكرانيا وأوروبا واليابان وأنظمة الشرق الأوسط بيادق في هذه النظرية. فقد تم إعداد انقلاب كييف عام 2014 بشكل أساسي من قبل بريجنسكي (عجوز ال سي آي أي)، لجر روسيا إلى حرب حزبية جديدة – كما هو الحال في أفغانستان – وأعقبته أوامر إلى مزارع النفط الخليجية بانهيار أسعار النفط ودفعت موسكو الى حماية الناطقين بالروسية في شبه جزيرة القرم ودونباس، وأدى ذلك إلى المزيد من العقوبات الغربية، كل ذلك كان إعدادا. لمدة 8 سنوات، رفضت موسكو إرسال جيوشها حتى إلى دونباس شرق نهر الدنيبر (تاريخيا جزء من روسيا الأم). وفي الوقت نفسه، تعرضت بقية أوكرانيا للنهب من قبل الأوليغارشية المدعومة من الغرب، وسقطت في ثقب أسود مالي. بعودة سريعة للماضي فان أوكرانيا كانت جزءا من روسيا لما يقرب من أربعة قرون. تم اختراع فكرة استقلالها من النمسا خلال الحرب العالمية الأولى لغرض تقويض الجيش الروسي (وهذا ما حدث بالتأكيد)، تم إنشاء “الاستقلال” الحالي حتى يتمكن الأوليغارشيون المحليون من نهب الأمة حيث كانت الحكومة المتحالفة مع روسيا على وشك التحرك ضد هؤلاء الأوليغارشيين.
تسعى أمريكا التي تدعي الحرية والديموقراطية وتسعى للسلم وحقوق الانسان من خلال نزع السلاح الخطر من دول العالم، ولعب دور حمامة السلام لتحقيق تلك الأهداف “النبيلة”. وفي الوقت نفسه ارادت المخابرات المركزية الامريكية ان تجر بولندا للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، ثم تضغط على التحالف الأطلسي لتقديم ما يسميها “المساعدات الإنسانية” الى أوكرانيا، وكأن الانسان الروسي غير مشمول بآثار هذه الحرب اللعينة، أمريكا تضخ مليارات الدولارات كأسلحة لتضيف وقودا على النار المشتعلة بين البلدين، وتمارس ضغوطها على التحالف الأطلسي لنفس الغاية، لتتخلص من القوة الرئيسية التي تعادل كفة صراعها مع الصين، وكلما طالت أمد الحرب كلما ضعفت قدرة روسيا وقدرة التحالف الأطلسي، وبلا أي تأثير على قدرات أمريكا الحربية، والتي تقوى في ضل تطويرها للأسلحة المضادة لتلك المستخدمة من قبل روسيا في حربها والتي تسوق للتجارب تباعا في أرض المعارك.