خُلق الإنسان ليحيا بكرامة ,خُلق ليُعمر الأرض, يبني ,يزرع ويصنع حياة كريمة أينما كان وحيثما عاش وينجو الإنسان فقط بأحلامه و بقدرته على الوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه “أنا إنسان يستحق الحياة الكريمة ” نعم أنا وأنت نستحق هذه الحياة ولكن تخيل المفأجاة .. الحياة الكريمة ليست هبة,عطية أو حتى هدية تقدمها الحياة للإنسان على طبق من ذهب أو فضة ,ليست منحة أو حتى رخصة نحصل عليها بقروض ميسرة .الحياة الكريمة نصنعها بأيدينا نفرضها بإرادتنا بقوة أحلامنا وقدرتنا على ضخ الحياة فيها .لا تحدثني عن حياة كريمة وأنت مازالت تنتظر من يوفر لك فرصة تعلم أو تشكو تدني النظام التعليمي في مصر وانقسام المنظومة التعليمية لمنظومة طبقية من يدفع فيها أكثر يتعلم أفضل! نعم لدينا ما يكفي من التحديات ولن ندفن رؤوسنا في الرمال لكن العلم حولنا في كل مكان والمعارف تنتظر من يصبو إليها ..أخبرني فقط على أي محتوى تنفذ باقة الانترنت لديك. لا تنتظر من يصنع لك طريقك أو يوهمك بالوعود الرنانة فليكفي نفسه أولاً ويصنع طريقه ويوفي عهوده التي قطعها على نفسه ..كل إنسان لديه ما يكفي من الأحمال ..تدرب على رفع أحمالك وحدك .. شق طريقك .أصنع حياتك ولا تنتظر تصفيق حار من الأخرين .
من أين تبدأ حياة كريمة ..ضع يدك اليمنى على الجانب الأيسر من صدرك ..نعم هنا .. تبدأ من هنا .. من هذا القلب النابض بالحياة ..بالأمل .. بالسعي , من قلب لا تكسره قسوة الحياة وظلم الأقران وقلة الحيلة وغياب العدالة وانعدام القيم ..حياة كريمة تبدأ عندما تتعهد أمام نفسك بأنك قادر على تحقيق النجاح بالعمل والكفاح مهما كان .
أسمعك تقول.. ليست بهذه السهولة ,المجتمع نفسه لا يدعم ,البيئة غير صحية للنمو وليست داعمة للعمل والكفاح والحقيقة بعيدة عن الألوان الزاهية التي تصدرها لنها وسائل الإعلام فهناك فساد , خداع , محسوبية ,غش وتصفق الايادى للفاسدين والحاقدين والمختلسين ولمن يدفع أكثر.
نعم..لن اجادلك الحياة ليست عادلة وهذه التحديات بكل المجتمعات فقط تختلف نسبتها والنسبة ليست قليلة هنا! ولكن أريدك أن تعرف أينما وُجد الإنسان وُجد معه كل أشكال الخير والشر,العدل والظلم , النور والظلمة ,الحب والكراهية , السلام والحرب .
الحياة سلسلة من الأبيض والأسود ولا تخلو من اللون الرمادى وحياتنا ليست بمأمن عن هذه الألوان. لكن سرها يكمن في الاختيار وأنت وحدك صاحب هذا الاختيار..ماذا تختار؟
لنختار العمل الجاد من هنا تبدأ حياة كريمة وسرها الكفاح والعمل بلا كلل أو ملل .
