عبدالغنى الحايس يكتب | اليوم العالمى للكتاب

0

تحتفل منظمة اليونسكو كل عام منذ عام 1995 فى يوم 23 إبريل باليوم العالمى للكتاب وحقوق المؤلف (مؤلفى الكتب)، ويعتبر هذا التاريخ رمزيا فى عالم الأدب، لأنه يوافق ذكرى وفاة عدد من الأدباء العالميين مثل وليم شكسبير، غارثيلاسو دى لا فيغا، وميغيل دى ثيربانتس.

والهدف من الاحتفال هو التذكير بأهمية القراءة واقتناء الكتب لخلق جيل واع، وهذا العام تم اختيار أكرا عاصمة غانا لتكون عاصمة لليونسكو لعام 2023.

وفى تلك المناسبة التى تعبر سريعا ولا يدركها إلا المتعطشون دائما لاقتناء الكتب، مصدر المعرفة، ونور العقل، ومصدر من مصادر تقدم الحضارات وتطورها، فالفراعنة نقشوا على جدران معابدهم، والفينيقون وكل الحضارات الإنسانية ما كنت لتصلنا إلا بسبب كتاباتهم وتدوينهم لكل علوم المعرفة لتنتقل الحضارة والمعرفة من جيل إلى جيل وتنشط حركة التراجم لتعم الفائدة على البشرية.

لقد ترك لنا من سبقونا من بداية البشرية، البرديات والألواح وجدرايات المعابد وفى مقابرهم، والأحجار نقشوا عليها كل شىء ليذكرونا بعراقتهم وحضارتهم وتاريخهم وعلمهم ومن بعدهم كانت الكتب والمجلدات نتوارثها لأن فيها الحكمة والتاريخ والعبرة والفائدة نستكمل من حيث انتهوا لنسعى إلى تقدم البشرية ورفاهية الإنسانية، وننهل منها قدر ما نشاء، لأنها تنقلنا إلى عالم واسع رحب، فمعها تدرك أنك تمتلك كل شىء.

ولكننا للأسف الشديد أمة لا تقرأ مع أن أول ما ابتدأ به نزول القرآن الكريم قوله تعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) سورة العلق.

والله سبحانه وتعالى جمع فى الآيات الكريمة بين القراءة والكتابة وهناك سورة كاملة باسم القلم، لأهمية القراءة، لأنها مصدر العلم والمعرفة والنور الذى تتقدم به البشرية على مدار تاريخها، بواسطة الكتب التى كتبها مؤلفوها فى كل فروع الحياة طب ودين وفلك وتاريخ وأدب وشعر وغيرها من الفروع المختلفة، ولن نذكر ما للقراءة من أهمية هنا لضيق المساحة، ولكننا سنذكر كيف أهملنا نعمة من نعم الله علينا، فكانت سبب سوء أحوالنا فى كل الأصعدة.

أتذكر الآن حالنا الذى يرثى له، بدعاوى سوء الأحوال الاقتصادية، والسعى وراء لقمة العيش، وأنه لا وقت للقراءة، وماذا أستفيد عندما أقرأ، أو غلاء الكتب وأن أسعارها ليست فى متناول اليد.

ولكن على الدولة أن توفر المكتبات العامة فى كل الأحياء، وأن يكون فى كل مركز شباب وناد مكتبة عامة تسمح بالاستعارة.

كما عليها أن تعيد مشروع مكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع، فقد كان فرصة ذهبية لاقتناء وشراء الكتب بأسعار بسيطة ولإعادة إحياء قوتنا الناعمة والحفاظ على هويتنا والتمسك بجذورنا.

كذلك الجامعات لها دور كبير فى تهيئة شباب المستقبل لحمل راية الوطن بتجهيزهم وإعدادهم وتثقيفهم بشكل سليم وتشجيع كل الأنشطة الثقافية المختلفة وبكل صورها، لأننا وبكل صراحة فى أزمة حقيقية مع هذا الجيل، طبقا للإحصائيات أكثر من 75 % لا يقرأ، ولأننا لو توجهنا بسؤال لطلبة الجامعات هل يطلب منهم أبحاث تجعلهم يقبلون على المكتبة أو ما هى حصيلة كل طالب فى العام من الإطلاع، كم كتابا قرأ؟

ستكون الإجابة للأسف لا شىء، إلا نسبة ضئيلة جدا، وهم من ننتظر منهم حمل لواء الوطن.

ينبغى على كل أسرة أن تحبب أبناءها فى القراءة وأن تشترى لهم فى مراحلهم العمرية الأولى القصص ليتعودوا منذ طفولتهم على تلك العادة الرائعة والتى سيتمسكون بها طوال أعمارهم.

يجب إقامة معارض كتب فى كل المحافظات، بل يجب أن تقام المعارض السنوية فى الجامعات حتى تعم الفائدة ويكون هناك تواصل مستمر مع هؤلاء الشباب الذين يحملون المستقبل بقضايا وطنهم الداخلية والخارجية لخلق وعى وانتماء ومسؤولية.

كذلك لا بد من عودة حصة المكتبة داخل مدارس التعليم الأساسى، وأن ينظر إلى تلك الحصة باحترام وأنها ليست مضيعة للوقت وأن توفر الوزارة الكتب الملائمة لتلك المراحل العمرية.

كذلك على الكبار والصغار والشيوخ والشباب أن يقبلوا على القراءة، ففى ظل صحوة عالم الإنترنت هناك الكثير من المكتبات الإلكترونية، والتى تتوفر فيها كل الكتب فى جميع فروع المعرفة، كذلك الكتب المسموعة متوفرة، بالإضافة إلى بنك المعرفة المصرى.

من يريد أن يتعلم ويقرأ سيجد كثيرا من الطرق التى تسمح له بذلك ودون أعذار، فتستطيع أن تقرأ كتب العالم كله طالما فى يديك هاتفك المحمول.

اقرأوا ففى القراءة حياة وعلم وتقدم ورفاهية ومتعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.