يوسف عماد يكتب | ماذا تحمل زيارة البابا تواضروس الثانية للفاتيكان ؟

0 263

في خطوة جديدة تجمع بين المحبة والسلام قام البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بزيارة روما ليلتقي من خلالها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والتي تستمر حتى الرابع عشر من الشهر الحالي، وتُعد هذه الزيارة الثانية للبابا تواضروس حيث كانت الزيارة الأولى له منذ 10 أعوام وبالتحديد في 10 مايو عام 2013 والتى تتزامن مع  يوم المحبة الأخوية، حيث تحتفل به الكنيستان القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية في 10 مايو من كل عام، ولكن دعونا نسترجع سوياً أصول تلك الزيارة الهامة.

تاريخ أول زيارة بين الكنيسة القبطية والكاثوليكية :-

منذ 50 عاماً وبالتحديد في العاشر من شهر مايو 1973 قام البابا شنودة الثالث بأول زيارة للبابا بولس السادس بابا الفاتيكان وتعتبر هذه أول زيارة في التاريخ الحديث والمعاصر تجمع بين بابا قبطي وكاثوليكي بعد قرون من الخلاف الطائفي بينهما.

وفي عام 2013 اشترط البابا تواضروس أن يصبح يوم 10 مايو من كل عام ذكرى ليوم الصداقة والمحبة الأخوية بين الكنيستين ليقوم بزيارته الأولي للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان قبل رحيل العام الأول من تنصيبه بابا للإسكندرية ليؤكد على تلك الصداقة والمحبة الأخوية بين الطائقتين والتي تعكس مدى أهمية الانفتاح والإطلاع بين الكنيستين مع الاحتفاظ بهوية كل منهما دون ذوبان واحدة في الأخرى.

وفي زيارة قصيرة استمرت يومين عام 2017 جاء البابا فرنسيس إلى مصر ، في زيارة تحمل في طياتها العديد من معاني السلام والمحبة والأخوة، قام خلالها بزيارة الكنيسة القبطية، والأزهر الشريف ليؤكد هو الآخر أن شعوب العالم باختلاف طوائفها ومعتقداتها وأفكارها يجب أن ينعموا بالسلام والمحبة.

ماذا تحمل زيارة البابا تواضروس الثانية للفاتيكان ؟

في رأيي المتواضع تحمل زيارة البابا تواضروس اليوم للفاتيكان العديد من الرسائل المهمة أولها نشر السلام ونبذ الكراهية التي أنتشرت بشكل كبير وفج خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتى تصل لحد التجريح.

ثانياً هو أهمية التأكيد على مقولة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، ونشر ثقافة الاختلاف بين الشعوب سواء في اللون أو العرق أو الديانة أو الأفكار أو حتى بين طوائف الديانة الواحدة ففي النهاية جميعنا إنسان وتقوم المجتمعات في الأساس على الاختلافات ليكمل كل منها الآخر ليس للصراع فيما بينهم لنصبح شعوبا متحضرة وأكثر رقياً واخلاقاً.

ثالثاً ، قال البابا تاوضروس ذات مرة إن الكنيسة القبطية تعتبر سفارة شعبية لمصر لذا فتعتبر من القوى الناعمة التى تلعب دوراً دبلوماسياً هاماً لتمثيل مصر خارجياً.

وفي النهاية فقد أكد البابا تواضروس أن هذا اللقاء يشكل نقطة فارقة في العلاقات بين الكنيستين حيث قاد إلى تأسيس لجنة دولية مشتركة بين الكنيستين نظمت عملها الوثيقةُ التي وقعها البابا يوحنا بولس الثاني والبابا شنودة الثالث سنة 1979 حول المبادئ الموجِّهة للسعي إلى الوحدة بين الكنيستين.

ومهدت تلك اللجنة الطريق لتأسيس لجنة الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية سنة 2003 والتي أثمرت عن وثائق مهمة تشهد على التفاهم المتنامي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.