منظومة الطاقة الكهربائية فى مصر تتكون من قطاعات مختلفة، مثل قطاع التوليد، وقطاع النقل، وقطاع التوزيع.
قطاع توليد الكهرباء يعتبر أهم قطاع، فهو القطاع الحاكم، ومن دونه لا توجد طاقة كهربائية، ويتكون من محطات توليد كهرباء مختلفة، وذلك طبقا لمبدأ «خليط الطاقة»، وخليط الطاقة المقصود منه تنوع المصادر التى تستخدم فى توليد الطاقة، وعلى سبيل المثال نجد محطات طاقة مائية، ومحطات طاقة شمسية، ومحطات طاقة رياح، ومحطات تعمل بالغاز الطبيعى أو السولار أو المازوت، لكن طبقا للخطة الاستراتيجية لقطاع الكهرباء «خليط الطاقة».
ومن أسباب حتمية التوجه للطاقة المستدامة تزايد الطلب على الطاقة، وتوقع نضوب مصادر الوقود الأحفورى مستقبلا، والسعى للحد من تزايد الانبعاثات الضارة بالبيئة والتغيرات المناخية وتوفر مصادر الطاقة المتجددة وانخفاض تكلفتها والالتزام بما صدر من قرارات دولية فيما يخص المناخ.
كل منا يعلم مدى أهمية الكهرباء فى حياتنا، على المستوى الشخصى من الصعب أن تمتلك مولد كهرباء خاصا بك يعمل بمحرك احتراق داخلى، ولقد أولت مصر مؤخرا اهتماما كبيرا لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، لأن الطاقة هى محرك الاقتصاد.
وتعتبر جمهورية مصر العربية هى البلد الأكبر من حيث عدد السكان فى شمال أفريقيا والمنطقة العربية، وقد أدى التضخم المطرد فى عدد السكان (أكثر من 105 ملايين نسمة) إلى زيادة سريعة فى الطلب على الطاقة.. لقد دخلت الكهرباء إلى مصر عام 1893م وتم إنشاء أول وزارة للكهرباء عام 1964م ووصل عدد المشتركين فى قطاع الكهرباء «أصحاب العدادات» إلى أكثر من 39 مليون مشترك، ووصلت القدرات المركبة حاليا إلى أكثر من 60 ألف ميجاوات، وبلغ الحمل الأقصى إلى قرابة 33 ألف ميجاوات صيفا، ونحو 26 ألف ميجاوات شتاءً وتحولت مصر من العجز فى الكهرباء إلى الاكتفاء، ومن الندرة إلى الوفرة، وتتحرك الآن بثقة نحو الشبكات الذكية والاقتصاد الأخضر.
أصبحت الطاقة الشمسية رخيصة، فقد انخفضت تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بنسبة 90 % بين عامى 2009 و2020، لكن على مستوى محطات توليد الكهرباء الكبيرة، نجد أن سعر الكيلووات ساعة يختلف من مكان لمكان، ففى الصحراء العربية، مثل السعودية، حيث الإشعاع الشمسى السنوى لكل متر مربع 2775 كيلووات ساعة، وصل سعر الكيلووات ساعة إلى 1 سنت أمريكى، وفى بعض دول أوروبا مثل البرتغال، حيث الإشعاع الشمسى السنوى لكل متر مربع 1607 كيلووات ساعة، وصل سعر الكيلووات ساعة إلى 1.4 سنت أمريكى، لكن فى أماكن أخرى، وحسب طاقة الإشعاع الشمسى، يمكن أن يصل سعر الكيلووات ساعة إلى 4 سنتات أمريكية.
التطوير فى الطاقة المتجددة لا يتوقف لحظة، فقد وضعت مصر على الطريق الصحيح باستغلال موارد مصر من مصادر الطاقات المتجددة، وأن مصر قد وضعت خطتها الاستراتيجية وحققت المستهدف بتوليد نسبة 20 % من الطاقة المتجددة عام 2022 كنسبة من إجمالى إنتاج الكهرباء من مصادر مختلفة، وتستهدف باستراتيجية طموحة أيضا إنتاج أكثر من 42 % طاقة متجددة بحلول عام 2035، وتنتج مصر الآن من المصادر الكهرومائية «هايدرو» نحو 2850 ميجاوات، وتنتج من المحطات الشمسية القائمة (1763 ميجا وات) ومنها بنبان 1465 ميجا وات، وهناك محطات شمسية تحت الإعداد (ستنتج أكثر من 1170 ميجا وات)، وتنتج مصر حاليا من محطات رياح قائمة (1625 ميجا وات) فى الزعفرانة وجبل الزيت وقطاع خاص، وهناك محطات رياح تحت الإعداد (ستنتج أكثر من 2400 ميجاوات).
المهندس/ هيثم إبراهيم البهات
عضو لجنة التدريب – نقابة المهندسين المصرية العامة
