حسن رضا السيد يكتب | النظام العالمي الجديد

0

بعد عقود علي نظام دولي قائم على أن واشنطن شرطي الكوكب مع الاكتفاء بحفظ مصالحها .
النظام الدولي الجديد متعدد الاقطاب لم يعد حبرا علي ورق هوا واقع وعلي جميع اللاعبين التعامل معه علي اساس القانون الدولي .
الرئيس الروسي يسعي الي الإطاحة بالنظام العالمي القديم فأراد الحرب في اوكرانيا لتكون مجرد ضربة البداية ، إلا ان الجيشان المتحاربان علي الورق روسيا واوكرانيا وعلي الارض وفي الجوهر هيا حرب كونية باردة بين روسيا وامريكا ، مع امتدادات روسيا صينياً ومعسكر كوريا الشماليه ، اما تشعبات امريكا بريطانياً ، و اوروبياً .
اليوم كل الحديث عن دمار ، وخراب ،وقتل ، ولجوء ، وتشرد ، ولكن اذا ما حطت الحرب اوزارها قد تكون النهايات ليست كنهاية اي حرب اخري ، وتبقي حقيقة واحده ان العالم الذي سيخرج من تحت رماد حرب اوكرانيا وروسيا ، لن يكون ابدا كالعالم الذي عشناه قبل الحرب ، بل عالم بنظام عالمي لا يمنح امريكا واوروبا سوي ثلث عجلة القيادة التي تتحكم في مصير الكوكب ، مع الاعتراف ب قوة روسيا العسكرية ، والسياسية ، وبالصعود الصيني الاقتصادي، والعسكري.
وفي الشرق الاوسط يفضل مسك العصا من المنتصف ،وتغليب هذه الدول مصالحها الوطنية علي اجندات امريكا .
كل هذا جعل من شكل التحالفات اكثر تعقيدا من ذي قبل ، لكن بعد الحرب سيحدث امتدادات تشبه امتدادات اي حرب عالمية تكرس شكلا جديدا للعالم بعلاقات وتحالفات مختلفه ونظام دولي جديد لم نعهده من قبل ، حال سمح التاريخ لروسيا بان تكون كاتبة تاريخ الانتصار بعد الحرب فان الامور ستسير بلا شك لسيد الكرملين نحو المشاركة في حكم العالم لان الازمة الاوكرانية تجسد من وجهة نظر بوتين سعيا لاعادة رسم خريطة عالم ما بعد الحرب الباردة ، واستعدادة نفوذ موسكو علي نصف اوروبا ما يعني ان عقيدة وفكر بوتين باقيان ربما حتي بعد رحيلة، وتكريث روسيا كقوة عظمة مجددا في عالم متعدد الاقطاب .
يقول الرئيس الروسي بوتين : إن امام البشرية طريقان إما المضي قدما نحو الانهيار او العمل معا من خلال الحوار علي نظام عالمي جديد ،و ان روسيا لا تري نفسها عدوا للغرب ، وانها حاولت بناء علاقات معهم اساسها العيش المشترك وهيا تدافع الان عن حقها في الوجود ، ويقول لقد حاولنا بناء علاقات جيدة مع الدول الغربية ودول الناتو رسالتنا كانت واحدة لنوقف العداء ، ولنكن اصدقاء ، وما تلقيناه في كل مجالات التعاون هوا لا ، تلقينا تصعيدا مستمرا ضدنا الهدف جعل روسيا ضعيفة وتحويلها الي آداه لتحقيق اهدافهم الجيوسياسية .
فهل انتهي عهد الواحدية القطبية؟ وهل يولد نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب من رحم هذا الصراع؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.