مصر أرض التاريخ والحضارة، على أرضها سار أنبياء الله، وبارك ثراها ابراهيم عليه السلام، وعاش فيها يوسف الصديق، وجاء يعقوب والأسباط، وولد فيها موسى وهارون، وكان مسك الختام مجيء العائلة المقدسة الى أرض مصر.
في رحلة مباركة استمرت ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام وقطع مسافة 1033 كيلو متر تقريبا من بيت لحم الى دير المحرق ثم العودة بنفس المسافة.
رحلة مليئة بالمعجزات والبشارات وهم يتنقلون من مكان الى مكان هربا من هيرودس، بدأت عندما جاء الملاك الى يوسف النجار يقول له (قم وخذ الصبى وامه واهرب الى مصر .. ) وخرجوا من بيت لحم الى برية سيناء وسلكوا طرقا غير معروفة، وسوف نتناول اهم النقاط خلال لرحلتهم المبارك .
1- رفح وهى مدينة تبتعد عن العريش 45 كم وكانت تلك محطتهم الأولى
2- العريش وهى مدينة تطل على البحر الأبيض المتوسط وقد عثروا فيها على بقايا كنائس قديمة.
3- الفرما هو المحطة الثالثة والأخيرة لهم فى برية سيناء وتبتعد عن ساحل البحر بحوالى 3 كم، وبها أثار لقلعة قديمة، وكانت مركز تجارى، ومركز للرهبنة .
4- تل بسطا، تقع على اطراف مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية،وكانت مستقر لسيدنا يوسف الصديق، وتسمى مدينة الألهة لما فيها من كثرة الأوثان والمعابد التى شيدها الفراعنة، كما كانت مركز سياسى وعسكرى استراتيجى لمصر وتقام فيها الإحتفالات وتقدم الأضاحى، و مشهورة بالطب كما ذكر هيردوت .
وسقطت أوثانهم وقت دخول العائلة وعندما علم الناس بسقوط ألهتهم طاردوهم من المدينة، ورفضوا اعطاء السيدة مريم الماء لتسقى طفلها، وبكت لكن حدثت المعجزة وتفجر بئر المياة الذى مازال شاهدا على تلك المعجزة، والذى اعيد ترميمة عام 1992.
ومن المعجزات ايضا أثناء جلوس العائلة المقدسة مر بهم شخص اسمة كلوم ودعاهم الى بيته، ولكنة اعتذر عن خدمتهم لمرض زوجتة منذ ثلاث سنوات ولكن عند دخولهم بيته حدثت المعجزة وشفيت زوجتة وقامت لخدمتهم، ثم دعاهم لمشاهدة الإحتفال بمعبودهم باست وعندما دخلوا سقطت أصنامهم وتحطمت الأوثان، واستطاع كلوم ان يهربهم من المدينة التى حتى وقتنا هذا شاهده على الاصنام المحطمة وما تم اكتشافة من القطط المحنطة التى كانوا يعبدونها دليل اخر .
ويعتبر وقت دخولهم المبارك تل بسطا يوم 24 بشنس هو اليوم الذى تحتفل فية الكنيسة القبطية بدخول العائلة المقدسة الى مصر الموافق واحد من يونيو وهو احد الأعياد السيدية الصغرى لدى الكنيسة .
5- مسطرد وهى مدينة على أطراف القاهرة، أنبع فيها السيد المسيح بئر مياة وغسلت السيده مريم ملابسهم وحممت الطفل ( تسمى المحممه) وبها كنيسة أثرية يقصدها الشعب المسيحى وخصوصا فى أيام صوم السيدة العذراء ، وبها نبع مياة مازال موجودا حتى الان ومروا بها أثناء عودتهم لفلسطين مرة اخرى.
6- بلبيس هى احد مراكز محافظة الشرقية، وتبعد عن القاهرة 55 كم، والمكان الذى سكن به سيدنا يعقوب عندما جاء الى مصر لمقابلة سيدنا يوسف.
ثم توجهوا الى دقادوس فى طريقهم الى سمنود بنيت هناك كنيسة تحمل اسم السيدة العذراء تحت مذبحها و وجد بئر مياة كانوا يشربون منه.
7- سمنود هى أحد مراكز محافظة الغربية وكنائسها تتبع إبراشية المحلة الكبرى، استقبل اهلها العائلة بكل ترحاب، حيث حدثت معجزة إحياء أحد الموتى، وبنيت كنيسة تحمل اسم السيدة العذراء ثم تهدمت وبنيت مرة اخرى وتحتوى على رفات الشهيد أبانوب وثمانية ألاف شهيد ، كما بها ماجور كبير من الجرانيت يقال ان السيدة مريم عجنت فية أثناء وجودهم بالمدينة.
8- سخا تحركت العائلة من سمنود الى البرارى حيث موقع دير القديسة دميانة ومنه الى سخا احد مدن كفر الشيخ والتى تعرف بإسم بيخا ايسوس أو كعب يسوع ، وهو عبارة عن قاعدة العمود الحجرى التى أوقفت الأم ابنها المسيح علية فغاصت مشط قدمية ونقشت فى الحجر، ونبع من الحجر ماء شربوا منه، مما جعل للمدينة مكانة عظيمة عند الناس الذين كانوا يقصدون هذا الحجر(كعب يسوع) من كل مكان، ويضعون فية الزيت للمباركة والشفاء من الأمراض، وبنيت هناك كنيسة تحمل اسم السيدة العذراء .
9- وادى النطرون والتى قال الطفل فيها لأمه سوف يتواجد ناس كثر للتعبد، وكان المكان ملىء بالأديرة وصل عددها الى خمسين دير تبقى منها دير الأنبا مقار والذى ذهب الى هذا المكان بإرشاد الهى، ودير الأنبا بيشوى، ودير السريان ،ودير البراموس وهى ادير عامرة الأن.
10- عين شمس وكانت تعبد الإله أون وتزوج سيدنا يوسف الصديق من أهلها، وفيها تربى سيدنا موسى فى جنباتها، كما كانت مشهورة بجامعاتها وفلاسفتها ومنها أفلاطون الذى أقام بها بعض الوقت.
11- المطرية يوجد بها بئر مياة شربت منه العائلة، وغسلت الأم ملابس الطفل ثم سكبت الماء على الارض وانبتت نبات البلسم ذو الرائحة العطرة، كما ان احد الحارات رفضت اعطاء الخبز لهم رغم توافره فلم يختمر لهم عجين، كما بنيت كنيسة باسم السيدة العذراء .
12- الزيتون وصلت اليها العائلة فى طريقها الى مصر القديمة وبنيت كنيسة للسيدة العذراء بها وقد تجلت على قباب كنيستها فى مشهد شاهده جمع عظيم عام 1968.
13- كنيسة العذراء بالأزبكية وكانت المنطقة وقتها زراعية وقت مرور العائلة بها وحدث هناك معجزة عندما قابلت العائلة فلاح مصرى يقوم بغرس بذور البطيخ فحكيت له قصتها وقالت له سيأتى غد جنود هيردوس يسألون عنا فقل لهم لقد مروا عليا وقت ان كنت أقوم بغرس بذور البطيخ، وفى اليوم التالى جاء الجنود وهو شاهد البطيخ فى أرضه قد نمى وجاء وقت حصاده فقال للجنود ما طلبت منه، فقالوا لأنفسهم لقد مروا على الاقل منذ ثلاثة أشهر فعادوا الى ادراجهم .
13- فى منطقة الفسطاط ومصر القديمة هناك كثير من الشواهد الدامغة على تواجد العائلة بها منها على سبيل المثال :-
أ- كنيسة العذراء والمشهورة بالكنيسة المعلقة والتى بنيت على برجين من حصن بابليون، كما كانت مقر للباباوات الكنيسة القبطية لأكثر من 400 عام .
ب- كنيسة القديسين سرجيوس وواخس والمعروفة بأبى سرجة والتى أقيمت على المغارة التى قامت فيها العائلة لمدة ثلاثة أشهر، كما بها مغطس قديم من أيام الحاكم بأمر الله والذى منع إقامة عيد الغطاس وتعتبر من أقدم الكنائس التى بنيت فى مصر، كما بها بئر مياة قديم
ج- والمنطقة بها كثير من الكنائس والأديرة مثل كنيسة القديسة بربارة ودير مارجرجس للراهبات وكنيسة مارجرجس بمصر القديمة،كذلك كنيسة العذراء المعروفة بقصرية الريحان لكثرة نمو الريحان بالمنطقة .
د- كذلك بمنطقة الفسطاط يوجد حصن بابليون والمعبد اليهود والمتحف القبطى وكنيسة ودير الراهبات أبى سيفين، وكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة ودير السيدة العذراء للراهبات فالمنطقة فى الفساط ومصر القديمة عامرة وزاخرة بالشواهد.
14- المعادى ارتحلت منها عن طريق مركب بالنيل الى الصعيد، وكان بها دير تحول الى كنيسة بعد الزحف العمرانى، وفى عام 1996 وجد الكتاب المقدس طافيا على سطح مياه النيل فى مواجهة الكنيسة ومفتوح على سفر أشعياء النبى على اية ( مبارك شعبى مصر ).
15- منطقة الصعيد
عندما ارتحلت العائلة من المعادى الى الصعيد وصلت الى دير المحرق ومروا بما يأتى
أ- دير الجرنوس غرب مغاغة ويوجد بة بئر شربت منه العائلة المقدسة .
ب- دير السيدة العذراء بجبل الطير والذى سمى بهذا الإسم لكثرة أسراب الطيور به، كما حدثت معجزة كبيرة للسيد المسيح كانوا بمركب فى النيل واذا بصخرة تسقط من سفح الجبل فرفع يديه فوقفت الصخرة وتركت أثر ليديه على الصخرة .
ج- ملوى بالمنيا وكان يطلق عليها بلدة الأشمونين وبها معبد كبير وأوثان وحصان من النحاس فى مدخل المدينة لحراستها ظنا منهم، وقد سقطت الأوثان وقت دخولهم كما تحطم الحصان والمنطقة مازال بها تلك الأوثان المحطمة، والأن هى منطقة غنية بالأديرة والكنائس .
د- قرية ديروط والتى أنبع فيها المسيح نبع ماء، والمنطقة بها نخيل والذى ينحنى إجلالا للسيد المسيح، وقد أقاموا بها عدة أيام وبها كنيسة تحمل إسم السيدة العذراء .
ه- القوصية لم يرحب أهل القوصية بهم لسقوط أوثانها وقت دخولهم، عكس اهل مير الذين رحبوا بهم وقت وصولهم اليها .
و- دير المحرق وهو من أكثر الأماكن التى استقرت به العائلة المقدسة حيث مكثت به ستة أشهر وعشرة أيام ويشتهر هذا الدير باسم العذراء مريم، وما يميز الدير ان مذبحه من دشنه السيد المسيح بيديه بل المذبح الوحيد فى العالم الذى شيده السيد المسيح، وتحقق معه نبؤة أشعياء النبى بتوسطه أرض مصر حيث يقع فى منتصفها تماما .
وعندما مات هيردوس ظهر الملاك ليوسف النجار مرة أخرى قائلا له ( قم وخذ الصبى وامه واذهب الى اسرائيل لأنه مات الذين يطلبون نفس الصبى، فقام واخذ الصبى وأمه وجاء الى اسرائيل ).
وفى طريق العودة الى فلسطين ارتحلوا من دير المحرق الى أن وصلوا الى جبل أسيوط حيث دير درنكة المنحوت فى باطن الجبل واقامت العائلة بمغارته، ويجتمع الكثير من الناس أيام صوم السيدة العذراء للاحتفال والتبرك بالأماكن التى شرفوها .
وقد واصلوا طريق عودتهم بنفس طريق الوصول
وقد قام قداسة البابا تواضرس الثانى بابا الإسكندرية والكنيسة القبطية،مع نيافة الحبر الجليل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بإعتبار تلك المناطق التى توقفت فية العائلة المقدسة أماكن زيارة دينية .
ومن واجبنا الترويج لتلك الأماكن وتجهيزها وترميمها وصيانتها وتوفير البنية التحتية المتكاملة لتحقيق الراحة والرفاهية لكل ضيوفنا، وان يكون الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة واجب وطنى وقومى لكل مصرى . حفظ الله مصر
