مرثا حنا تكتب | العوامل النفسية للتطوع

0

ما هي الاستفادة من هذه الأعمال التطوعية؟ هذا السؤال الذي تردد على اذان المتطوعين كثيرا
أكاد أجزم أنه لا يوجد متطوع لم يسمع مثل هذه العبارات فدعونا نبحث عن اجابه في هذا المقال
هل يستفاد المتطوع من الأعمال التطوعية التي يشارك بها؟ وهل المجهود مساوئ لهذا العائد أن وجد؟
اساله كثيره ملحه من هذا السياق
في الواقع يبذل المتطوع جهدا كبيرا في العمل العام. التطوعي ولا يحصل على عائد مادي يذكر
إذا ما الدافع وراء هذا السلوك؟
فلكل سلوك دوافع
في القرن الماضي 1943م كان لعالم النفس أبراهام ماسلو نظرية نفسية حول الاحتياجات تطمنت هذه النظرية هرم ماسلو الشهير الذي وصف لنا الاحتياجات النفسة للأشخاص
حيث كان قاعدة الهرم هي الاحتياج الفسيولوجي مثل الطعام والشراب والتنفس والانجاب وغيرها من احتياجات جسدية
وهي الاحتياجات الاكثر الحاح على الفرد
وجاء في المدرج الثاني للهرم الإحساس بالأمان ان يشعر الانسان أنه أمن غير مهدد صحيا ووظيفيا وأسريا
والاحتياج الحب والانتماء قد جاء في المدرج الثالث لهرم ماسلو
ثم الاحتياج التقدير وأخيرا على قمة الهرم جاء الاحتياج الي تحقيق الذات
وفسر ماسلو السوك الإنساني وفق هذه النظرية
فما هي العلاقة التطوع في الاعمال الخيرية بهذه الاحتياجات؟
فلكل منا احتياجات قد نختلف في ترتبها ولكن نتفق على أهمياتها
في الحقيقة ارتبط التطوع بكل الاحتياجات النفسة للبشر فيما عاده تحقق الشبع الجسدي او الفسيولوجي الي حد كبير
فنجد ان الانسان يبحث عن شعوره بالأمان (الاحتياج الثاني) الأمان النفسي في وسط زملائه والكيان الذي ينتمي له يشعر ان له كيان أمن هو أحد أعضائه فيبذل مجهود مضاعف إذا شعر بالأمان داخل هذا الكيان
وأيضا لان الانسان كائن اجتماعي يشبع المتطوع احتياجه للحب والانتماء (الاحتياج الثالث) مع افراد الذي يقدم لهم الخدمة فيري نظرة الحب والرضا منهم له عند تقديمه خدمة او سد احتياج لهم
وانتمائه الي مجموعة وبناء علاقة شخصية حسية إيجابية وتكوين صدقات ناجحة معهم وايضا انتمائه ودعمه لشعار الذي يعمل خلفة وايمانه بالهدف ودعمه الي فكرة الكيان الذي يتحول الي اخلاص بعد ذلك
يشعر بالانتماء الأكبر الي الوطن وتكوين علاقة إيجابية قوية بينه وبين وطنه
واعتقد ان الانتماء الي الوطن هو الدافع الأقوى للمتطوع حتى يقدم جهد في سبيل خدمة الوطن
ومن ثم التقدير (الاحتياج الرابع) مما لا شك فيه ان المتطوع يكون دائم البحث عن التقدير فهذه طبيعة الانسان يبحث دائما عن المكانة والثقة والشعور الإنجاز
لا يستطيع العمل دون ان يشعر بالتقدير حتى الطفل يصدر سلوك إيجابي عند شعوره انه محل تقدير واهتمام فالمتطوع يحقق ذلك الشعور دائما عند ثناء الاخرون عليه وتقديرهم لمجهوده حتى إذا كان ذلك التقدير معنوي
ويأتي على قمة هرم الاحتياجات لماسلو تحقيق الذات وهو هدف لكل متطوع بل ولكل انسان طموح يسعي الي ان يحقق ذاته ويثق ذاته ويبني نفسه ويحرر الفكر الإبداعي ويخوض من اجل هذا الهدف تحديات كثيرة ويعمل ليل نهار على تنمية مهاراته وتطوير شخصه حتى يحقق ذاته يوما ما
حينها يتحقق شعور الإنجاز والنجاح ويقوي شعور الثقة بالنفس والايمان بالذات وقبولها
فكل هذه المشاعر الإنسانية الداخلية والخارجية هي بمثابة منبهات ودوافع يصدر عنها استجابات على هيئة سلوكيات التطوع فيسعي المتطوع الي ان يبذل جهدا من اجل اشباع حاجاته النفسية.
وأيضا لا نستطيع ان نتجاهل اهم هذه المشاعر وهي العمل في سبيل الله فالتجارة مع الله دائما رابحه
فالدافع الي عمل الخير وشعور بالسعادة عند تقديم وقت او جهد او فكر في خدمة المجتمع
وبناء علاقة دينامية بيه وبين المجتمع هو سبيل في حد ذاته للتطوع
ففي السطور الأخيرة من هذه الرؤية ومع اشباع كل هذه المشاعر المهمة أوجه رسالتي الي كل شخص لم يخوض تجربة التطوع
حقا فات منك الكثير فالتطوع يكسب الفرد الكثير من الاحتياجات وأيضا يثقل الشخصية بمهارات العمل العام من تواصل فعال وادراه المشاعر مثل الغصب والخوف ومهارات حل المشكلات وإدارة الازمات والتفاوض والمشاركة والعمل في فريق والبروتكول والعمل تحت ضغط
كل هذه المهارات وأكثر يمارسها المتطوع يوميا دون ان يشعر وهي أساس المهارات الحياتية والعملية
فالتطوع ليس محدد بسن وليس قاصر على الشباب فقط فهو احتياج انساني لكل البشر
التطوع حقا حياة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.