كريم صبحي علي بكتب | زمن التحالفات السياسية والمُصالحات الدولية

0 287

السياسة المصرية ومُنذ عقود طويلة جداً وحتى الأن هي سياسة رشيدة وحكيمة وواعية جداً وهدفها الأساسي والغرض الرئيسي منها هو خدمة المواطن المصري والسعي دائماً للبحث عن مصالحهُ ورعاية مُقدراته سواء كانت داخلية أو خارجية .
ومُنذ أن إستيقظ العالم كله على جائحة فيروس كورونا وكارثة الحرب الروسية الأوكرانية وأيضاً عاصفة الأزمة الإقتصادية الحالية والتي لم تنجو منها أي دولة على مستوى الكُرة الأرضية لم تعُد خريطة السياسات والتحالفات والعلاقات الدولية كما كانت من قبل بل قد تغيرت تماماً ونهائياً عن الماضي فلم يعُد العالم اليوم هو عالم القُطب والتوجه السياسي والإقتصادي الواحد كما كان من ذي قبل وأقصد بكلامي هُنا هو فرض السياسة والهيمنة الأمريكية على التوجُهات والسياسات الدولية والعالمية بل نحنُ الأن وعلى يقين بأننا أصبحنا نعيش في عالم ذو توجُهات وأقطاب مُتعددة فلم تعُد الولايات المُتحدة الأن هي القوى العظمى الوحيدة كما كانت في السابق بل أصبح لدينا الأن المارد الروسي والمارد الصيني والإتحاد الأوروبي وحتى أصبح الأن لدينا أيضاً بعض من الدول التي تسعى إلى أن تُصبح رقم صحيح ومُهم في المُعادلة السياسية والإقتصادية الدولية وعلى سبيل المثال وليس الحصر فلدينا إيران وتركيا ودول مجلس التعاون الخليجي هي من تلك الدول التي أتحدث عنها وبالتأكيد هذا حق مشروع لأي دولة في العالم فالساحة السياسية العالمية ملعب كبير جداً ومن يمتلك الأوراق الصحيحة والقُدرة على لعِب تلك الأوراق بإحترافية عالية وفي التوقيت المُناسب هو فقط من سيحق له في المُستقبل القريب أن يقود العالم وفق سياساتهُ ورؤيتهُ الإستراتيجية الخاصة .
ومن المؤكد بأن مصر وقيادتها السياسية الأن تعي ذلك الأمر جيداً ولذلك أصبحنا نرى الأن تحالفات ومُصالحات دولية جديدة ظهرت على الساحة العالمية ومن أهمهما (( عودة العلاقات السعودية الإيرانية ، المُصالحة التي تمت بين الدول العربية والخليجية وبين دولة قطر ، البدء في إجراء المُفاوضات بين القاهرة وطهران والترحيب من الجانبين لإستئناف العلاقات فيما بين البلدين ، وأيضاً البدء والشروع في المُصالحة المصرية التركية ، عودة الجمهورية العربية السورية إلى مقعدها مرةً أخرى في جامعة الدول العربية )) وبالتأكيد أصبح من المُلاحظ الأن أيضاً توجه دولي كبير ومن عدة دول نحو العملاق الصيني وتتم ترجمة هذا التوجه من خلال التوسع في العلاقات التجارية والإقتصادية بين الصين ودول كثيرة جداً عربية وأجنبية بل وأفريقية وأوروبية أيضاً وبالرغم من أن الصين حليف إستراتيجي وإقتصادي كبير ومُهم لروسيا ولكن ذلك لم يمنع دول أوروبية كثيرة من زيادة التبادُل التجاري والإقتصادي بينها وبين الصين وحتى روسيا نفسها والتي أصبحت الأن أكبر خطر يُهدد وجود الإتحاد الأوروبي لمُجرد فقط الحصول على الغاز الروسي يُمكن للدول الأوروبية أن تفعل أي شيئ حتى ولو كان هذا الشيئ هو التغاضي عما يحدث من الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية ففي النهاية مصالح الشعوب الخاصة بكل دولة هي فقط من تتحكم في توجُهات صُناع القرار المسؤولين عن تلك الدولة حتى ولو كانت الشعارات البراقة التي تُطلق هُنا وهُناك كثيرة ولامعة جداً فالأساس في هذه اللعبة هو لغة المصالح .
وإختصاراً لكل ما سبق علينا الأن أن نعلم جميعاً بأننا أصبحنا في زمن جديد من التحالفات السياسية والمُصالحات الدولية وبالتأكيد سوف تسعى جمهورية مصر العربية دائماً نحو مصلحة شعبها العظيم مهما تغيرت التحالفات وتجددت المُصالحات .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.