د. رامي عبد الباقي يكتب | ثورة صحية ناجحة

0

في الثلاثين من شهر يونيو للعام ألفين وثلاثة عشر انطلقت الثورة المصرية الكُبرى والتي حافظت على مصر من مُخططات التخريب وعلى هويتها الفريدة بين دول العالم
وفي الثلاثين من شهر أغسطس للعام ألفين وثماني عشر انطلقت الثورة الصحية الكبرى في البلاد بإعلان السيد رئيس الجمهورية مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية
أكبر مسح صحي في تاريخ مصر المعاصر .. ملحمة متكاملة تصدى لها جيش مصر الأبيض ونتج عنها الكشف المُبكر وعلاج الملايين من فيروس الالتهاب الكبدي سي بالمجان ودون تكليف المواطن المصري أيّ مشقة من أيّ نوع
ذلك الفيروس والذي ظلّ لسنوات طويلة ينهش أكباد المصريين ويحاصرهم بمشقّات الألم والموت المبكر .. استطاعت مصر أخيرا من التصدي لذلك الفيروس وتم الكشف على أكثر من خمسين مليون مواطن وصرف العلاج لقرابة الثلاثة مليون مواطن .. ولم تكتف مصر بذلك فمكانتها الرائدة جعلتها تقدم تلك الخدمات لغير المصريين المتواجدين ضيوفاً كرامً على أرضها .. وبفضل تلك المبادرة تستعد مصر حالياً لإعلانها خالية من فيروس سي بعد أن كانت الدولة الأولى في معدل الإصابات بالمرض على مستوى العالم
نتج عن نجاح تلك المبادرة إطلاق العديد من المبادرات الأخرى مثل مبادرة صحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدي ومبادرة الاعتلال الكلوي ومبادرة الكشف الصحي على طلبة المدارس وغيرهم الكثير من المبادرات والتي ساهمت في رفع المستوى الصحي للمواطنين
تطور هائل شهدته مصر على المستوى الصحي بشهادة منظمة الصحة العالمية (WHO) .. لم تلجأ مصر لمختلف البلاد من أجل مساعدتها بل لجأت إلى قوتها الأزلية المتمثلة في شخصيتها الفريدة منذ آلاف السنوات وعشقها لتحدي الصعاب ومواجهتها والانتصار عليها
حققت مصر نجاحا ملموسا في تحسين أوضاع الصحة العامة للمواطنين من تقديم خدمات الرعاية الصحية ولم تكتف مصر بذلك بل تم زيادة عدد المستشفيات إلى 1798 مستشفى حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وتم زيادة عدد الأسرة المتاحة إلى 121 ألف و617 سرير .. كما تم علاج عدد كبير من المواطنين على نفقة الدولة وإنهاء قوائم الانتظار حتى بلغ عدد العمليات المُجراة بنهاية عام 2019 قرابة ال 334339 عملية جراحية شملت عمليات قسطرة وجراحات القلب وجراحات المخ والأعصاب وجراحات العظام وجراحات الأورام وزراعة الكبد والكلى والقواقع وغيرهم الكثير
وبالطبع فإن التجربة المصرية في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) كانت محور الحديث العالمي .. ففي الوقت الذي انهارت فيه العديد من الأنظمة الصحية القوية كالنظام الإيطالي والإنجليزي وما رأيناه من نقص للمستلزمات وأدوات الوقاية الشخصية للأطباء كانت مصر بجيشها الأبيض وتكاتف جميع مؤسساتها يواجهون ذلك الوباء بكل قوة .. راهن الكثيرون من أعداء البلاد في الداخل والخارج على انهيار المنظومة الصحية وفناءها فكانت نتيجة رهانهم هزيمة جديدة شهد لها العالم بأسره وهم يشاهدون طائرات المساعدات المصرية وهي تحط رحالها في مختلف مطارات العالم بدوله المتقدمة والنامية
إن الثورة التي أشعلتها مصر في مجال الصحة مستمرة ولن تخمد شرارتها رغم كل الأقاويل والإشاعات التي تحاول التقليل من عظمة التجربة المصرية .. ستستمر الثورة المصرية الصحية وليس هناك دليل سوى ما جاء في الحوار الوطني من أفكار ومناقشات من كافة أطياف الشعب .. تجردت لهدف واحد فقط وهو ضمان استمرار نجاح الثورة المصرية الصحية
وهو ما علمنا التاريخ بحدوثه .. فمصر لا تخسر معركة تخوضها بأيّ صعيد كان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.