أحمد الأشعل يكتب | مهرجان العلمين والقوة الناعمة

0

على مدى سنين، اتفق الباحثون في دول العالم على تعريف القوة الناعمة للدولة بأنها قوة روحيه ومعنوية تجسّد أمورًا كثيرة، أهمها أفكار الدولة ومبادئها وقيمها وهويتها وإنجازاتها، بدءًا بالبنية التحتية، مرورًا بالتاريخ والثقافة والفن، وحتى الرياضة وإنجازات كرة القدم. والغرض النهائي من تلك القوة، في أيّ دولة، هو فرض احترام شعوب العالم وإعجابها بها، وجذبهم إليها، وفرض أفكارها وثقافتها وقيمها بسهولة ومن دون استخدام أيّ عنف أو قوة. والغرض هو تحقيق مصلحة الدولة وأهدافها السياسية والاقتصادية والثقافية.
وفقًا إلى المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2021، تم إدراج مصر في الفئة الأولى التي تشمل أهم 30 دولة في مؤشر القوة الناعمة، إذ تقدم ترتيب مصر بنحو أربعة مراكز حيث إحراز 38.3 نقطة لتصبح مصر في المركز الـ 34 من بين 100 دولة.
والجدير بالذكر، أن قياس مؤشر قوة الدول الناعمة يتم من خلال استطلاع رأى الجمهور العالمى والخبراء في 105 من الدول حول العالم.
قدمت القوي الناعمة لمصر تجربة سياحية فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط من خلال مهرجان العلمين وأبراز جمال مدينه العلمين الجديدة من خلال المنطقة الشاطئية والمنطقة التاريخية والمدينة الثقافية والتي تعرف بمدينة الفنون، والتي تبنى على مساحة 260 ألف فدان، وتحتوى على أوبرا وقاعات تدريب ومجمع سينمات ومسرح روماني مكشوف للحفلات والعروض الموسيقية مجهز بأحدث تقنيات الصوت، ومجمع استديوهات ومتحف و مكتبة ثقافية، بالإضافة إلى مبنى تنمية المهارات البدوية الموجودة في المنطقة للحفاظ على الطابع التراثي لمدينة العلمين.
إن صناعة المهرجانات وصناعة الترفيه مهمة جدا، ومصر لديها باع كبير ومهم وقوى في المنطقة بأكملها، حيث رسخ مهرجان العلمين كل هذه المفاهيم.
يجب استغلال المدن الجديدة التي تحظى باهتمام كبير مثل مدينة العلمين الجديدة التي تعد مدينة عالمية على أرض مصرية في سياحة المؤتمرات، والعاصمة الإدارية الجديدة، خصوصا أن “سياحة المؤتمرات والمعارض تمثل نمطًا سياحيًا هامًا حيث يتيح موقع مصر الجغرافي ومكانتها السياسية فرصة كبيرة لاستضافة عشرات المؤتمرات الدولية سنويًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطبية والمهنية، ولابد من استغلال هذا الأمر بالشكل المطلوب”.
أود هنا الاشادة بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تعودنا منها على إنتاج يحترم عقل المشاهد، حيث إن إنتاجها متطور ومعاصر وغنى على مستوى الصورة والفكر والتنوع والتوقيت المناسب في العروض.
في الختام، أليس كما نُنادى بضرورة توطين الصناعات والتكنولوجيا يجب أن نعى أهمية توطين أدوات القوة الناعمة لمصر مثل المهرجانات والمؤتمرات الدولية متنوعة المجالات، لنكون لدينا سياحة للمهرجانات وسياحة للمؤتمرات خلاف الاستفادة من روافد وتجليات القوة الناعمة من تنشيط السياحة وتعزيز الاستثمارات، وتوفير العملات الصعبة، والإعلان عن الدولة بشكل يليق بها بالعمل على تحسين صورتها، ومنح متخذى القرار حركة ومرونة للتعامل اقتصاديا وسياسيا ودوليا مما يعود كل ذلك بالنفع على الوطن والمواطن ومقدراته وحتى أمنه القومى في ظل عالم لا يُراعى إلا مصالحه ولا يعترف إلا بالقوة والقدرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.