رمضان عيسى يكتب | إلى أين يسير التاريخ؟

0

ترى أحزاب الإسلام السياسي أن التاريخ يسير ليصبح إسلاميًا بحكم الاضطرار لأنه، أي الإسلام، هو الوحيد القادر على حل مشاكل البشرية. ونسأل: كيف؟ فلا نجد جواب لأنه ليس لدى الفكر الإسلامي خطة أو منهجية عملية لحل مشاكل المجتمعات الاقتصادية والفكرية.
أما المفكر الياباني الأمريكي فوكوياما فيرى أن العالم كله سيصبح ليبراليًا ديمقراطيًا على الطريقة الغربية، والفرق بين دولة وأخرى كالفرق بين عربات القطار تصل تباعًا بالنهاية للمحطة نفسها.
أما ماركس فيرى أن العالم الرأسمالي يرتكز على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وهذا يخلق تمايز طبقي وصراعات حادة. لهذا فإن حل هذه الصراعات لن يكون إلا بإزالة مقومات الصراع الاجتماعي والتمايز الطبقي، لأن الطبقية هذه هي فقط التي تخلق بشكل دائم التناقضات التي تولد الانفجارات الاجتماعية والصراعات.
بينما يرى آخرون كابن خلدون وشبنجلر أن العالم لا استقرار فيه وهو بالأساس لا يسير ولا ينتهي إلى طريق واحد إنما سيبقى يتقلب بين حالة وأخرى بشكل دوري، فالدول والمجتمعات في حالة (صعود وهبوط) حسب تعبير ابن خلدون.
هناك قوانين اجتماعية عميقة تفعل فعلها بوعي أو بدون وعي في التكوين الاجتماعي وهي: قانون التراكم الكمي يؤدي إلى تغير كيفي، وقانون وحدة وصراع الأضداد، وقانون نفي النفي. وهذه القوانين تتفاعل مع بعضها بحكم تطور المتناقضات الاجتماعية وضرورة الحل، وستكون نتيجتها التغير إلى شكل اقتصادي اجتماعي جديد تكون متناقضاته غير تناحرية وأقل حدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.