نور الشيخ يكتب | رقمنه التذوق

0

حاسة التذوق تم اغتيالها بفعل البلوجرز، وكأن الهدف هو طمس حواس الانسان حاسة تلو الأخرى،لقد توقف بي العلم عند محاولات طمس الهوية واغتيال الثقافة وهرس الإرادة وتحكم الذكاء الاصطناعي، لكن بعد فترات طويلة من الرصد لحالات هياج مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً بعد ظاهرة التيكتوك تلاحظ خضوع الملايين لتجربة شرطية تمام تشبه تجارب بافلوف .

البداية من ظاهرة البلوجرز ولازلت عند رأيي إنها مهنه من لا مهنة له، بل دعوني أصل الى ما هو أبعد من ذلك هو مرض البحث عن الشهرة فوسائل التواصل الاجتماعي جعلت من كل شخص شخصية عامة حتى أصبحنا في  كوكب الشخصيات العامة الباحثة حول ردود أفعال الغير حول الصور والفيديوهات، وأصبح المواطن يرى السعادة في عدد الإطراءات ومدى تجاوب التابعون له، حتى انه في الكثير من الأحيان يسعى الى تمويل الصفحة او المنشور نفسه من اجل الحصول على عدد أكتر من المطبلين والحصول على قدر أكبر من السعادة وإشباع  غرور الذات.

بداخل كل إنسان بشرى صحفي يبحث عن الفرصة للوصل الى شيء لا يعلم عنه شيء، فترى إناساً يقومون بنشر أي شيء وكل شيء, ليصبح مصدر من المصادر عند التابعين له.

أصبح الموضوع أكبر من تحرير الصحفي المكبوت بداخلك بل ترغب في ان تكون ممثل او مغنى او حمادة سلطان فتفجرت في وجوهنا براكين من صناع المحتوى الكوميدي وبراكين من صناع اللامحتوى حتى أنه يقوم بتحريك فمه مع مقطع من فيلم او اغنية او مسرحية بغية إضحاك الاخرين.

كل ماسبق هو محاولات لتضيع الوقت وحرق العمر وإهدار لطاقات الانسان وتعميق فكرة ان تكون تابع مخلص أصيل للاشئ الذي تشاهده بكل تركيز وصدق، ولكن ما يسترعى انتباهي اكثر هو المحاولات المستميتة لفقد حاسة التذوق.

فنرى مجموعه من الفوود بلوجرز لاهثين خلف الأموال ليس أكثر أو أقل يتذوقون بالنيابة عنك ويختارون بالنيابة عنك ويبدون رأيهم بالنيابه عنك، وبما إنك تابع مخلص تنساق ورا رأيهم الممول من أصحاب المطاعم حتى إنك تجد كل المصطلحات المستخدمة واحده باختلاف اللازمة المميزة لكل بلوجر مثل رقصة او إفيه او مصطلح محدد يتميز به.

تجدهم جميعا يتفننون في إبداء الاعجاب والاندهاش بجوده الاكل حتى ان اغلبهم اصبح يأكل بشكل مقزز يصيبك بالغثيان في الكثير من الأحيان، وهو يظن انه بذلك يتودد اليك ويزيل الفوارق بتناوله للطعام بهذه الطريقة الحيوانية لعلك تصاب بفرط اللذة الرقمية .

في الواقع أيها الساده ان الفوود بلوجرز أراهم بعين مختلفة تماماً فأنا أراهم كما أرى التجربة الشرطية لإيفان باتروفتيش بافلوف العالم الروسي الذى غير وجه سلوك العالم بتجاربه على استثارة حواس الحيوانات ليتحكم بهم ومن ثم التحكم في البشرية وقد نجح بافلوف في ذلك عن جدارة .

فقدان حاسة التذوق مثل فقدان حاسة تذوق السمع فقد استبدل الناس الغناء الجيد بأغانى التيكتوك والمهرجانات واصبح المتحكم في الذوق العام للسمع والتذوق هو التريند وليس أنت .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.