إيمان ممتاز تكتب | التنمر المدرسي

0

أصبح التنمر في المدارس من الظواهر الخطيرة التي تُهدّد سلامة الطلاب وسير العملية التعليمية بشكلٍ صحيح وسليم، إذ تؤثر هذه الظاهرة على نفسية الطلاب وتمنعهم من الدراسة وتحقيق التفوق الدراسي، ومن إقامة صداقات وثيقة ومتينة فيما بينهم. يُعد التنمر المدرسي من المشكلات التي حظيت بالاهتمام على المستوى العالمي، وذلك لأنه أكثر أنواع العنف انتشارًا وتزايدًا في المدارس في شتى دول العالم المتقدمة والنامية على حد سواء، وانعكاس آثاره السلبية على عملية التعلم ونفسية الطلاب والمناخ المدرسي، ويتضح هذا في تفشي حالات الفوضى والاضطراب والآثار الخطيرة التي تقع على المتنمرين أنفسهم والتي تتمثل في الدرجات السيئة وانخفاض الكفاءة الذاتية والاجتماعية.
كما أنه يجعل التلميذ (ضحية التنمر) مرفوض وغير مرغوب فيه، بالإضافة إلى أنه يشعر بالخوف والقلق وعدم الارتياح، كما أنه قد ينسحب من المشاركة في الأنشطة المدرسية، أو يهرب من المدرسة خوفًا من المتنمرين، وكذلك يظهر قصورًا من الاستفادة من البرامج التعليمية المقدمة له، كما أنه قد ينخرط مستقبلًا في أعمال إجرامية خطيرة. وينبغي على المؤسسات والهيئات المعنية ومنظمات المجتمع المدني أن توحد جهودها وتتكاتف للقيام بحملات موسعة للحد من ظاهرة التنمر، وتوعية الطلاب، وترسيخ ثقتهم بأنفسهم، وإقامة المسابقات والبرامج والدعاية المناسبة في كافة وسائل الإعلام التقليدية والحديثة والإنترنت، بل تمتد حتى تصل إلى المساجد والكنائس.
يمكن في هذا الصدد تقديم التوصيات الآتية:
1- إعادة النظر في مناهج الحلقة الأولى من التعليم الأساسي ودعمها بالقضايا والظواهر النفسية مثل ظاهرة التنمر، حتى يتسنى لنا بناء الطلاب نفسيًا وتكوين شخصيات أكثر شمولية.
2- الاهتمام بإعداد المعلمين وتدريبهم على استخدام المقاييس النفسية لمعرفة مستوى الطلاب في الظواهر النفسية المختلفة حتى يكونوا أكثر موضوعية في التعامل مع الطلاب.
3- توجيه انتباه مخططي وواضعي المناهج بضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة عند الطلاب وتعديل الأفكار اللاعقلانية لديهم أثناء تناولهم لموضوعات المقرارت المختلفة.
4-إعداد برامج توعوية موجهة حول حقوق الطفل وبرامج موجهه للأسرة حول أفضل الأساليب التربوية المناسبة لتنشئة الطفل وتربيته بشكل صحيح دون اللجوء الى العنف والإساءة.
-5 زيادة الوعي المجتمعي بقضايا العنف والتنمر وإساءة معاملة الأطفال وبوجود خطوط المساعدة للإبلاغ عن هذه الحالات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.