تعد القضية الفلسطينية من أكثر القضايا تعقيدًا في الشرق الأوسط، ورغم مرور عقود من الزمن، فإنها تظل تشكل حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. ومن هذا المنطلق، تواصل مصر تمسكها بمواقفها الثابتة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
مصر، التي لطالما كانت في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، تؤمن بأن تأخر تسويتها وغياب الحل السياسي الفعلي يؤديان إلى تفاقم الأزمات الإقليمية ويشكلان عائقًا أمام تحقيق السلام. فالتأخر في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، يعمقان من حالة عدم الاستقرار ويؤججان الصراعات في المنطقة.
وتؤكد مصر في هذا السياق على دعمها الكامل لصمود الشعب الفلسطيني، وحقه في العيش بكرامة على أرضه. كما أن مصر ترفض أي محاولة للمساس بهذه الحقوق المشروعة، سواء كان ذلك من خلال سياسة الاستيطان أو ضم الأراضي الفلسطينية أو من خلال عمليات تهجير قسري للفلسطينيين من أرضهم. مثل هذه السياسات، بحسب الموقف المصري، لا تضر فقط بمستقبل الفلسطينيين، بل تهدد الاستقرار الإقليمي بشكل عام وتؤدي إلى تعميق النزاع وزيادة تعقيد فرص التعايش السلمي بين شعوب المنطقة.
وتدعو مصر المجتمع الدولي، وخاصة الأطراف الفاعلة على الساحة الدولية، إلى اتخاذ خطوات جادة وملموسة نحو تنفيذ حل الدولتين. هذا الحل يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وفقًا للقرارات الدولية المعتمدة، وعلى أساس حدود الرابع من يونيو 1967. مصر ترى أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه.
من خلال مواقفها الثابتة، تواصل مصر العمل على تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، مؤكدة على أهمية تحقيق العدالة وحقوق الإنسان. إن تمسك مصر بحل عادل للقضية الفلسطينية ليس فقط من أجل الشعب الفلسطيني، بل من أجل استقرار المنطقة بأسرها، ويعكس التزامها العميق بالسلام والعدالة في منطقة الشرق الأوسط
