من الذي قال بأن الحياة سهلة؟!
فالحياة ليست لعبة فيديو جيم، لتختار المستوى السهل وتمضي في اللعب هكذا من دون شقاء أو تعب، الحياة عبارة عن اختبار صعب
جدا، يحتاج منك التركيز الدقيق في أدق أدق التفاصيل، لكي تستطيع أن
تنجو فيها من كل المخاطر والصعاب، التي سوف تواجهك على مدار
سنين العُمر، التي قدر الله، سبحانه وتعالى، لك أن تعيشها على وجه هذه
الحياة .
وربما تلك النفوس الضعيفة، التي تختار الانتحار ظنا منها بأن تلك الفعلة الشنيعة هي الحل الوحيد للهروب من مصاعب ومشاكل الحياة.
لا تعلم أبدا بأن الحياة تحتاج إلى التحلي بالصبر ومواجهة المشاكل بكل قوة وذكاء وحكمة من أجل العبور الآمن نحو المستقبل المُشرق الذي ينتظر كل مُقاتل شرس استطاع أن يهزم مشاكله وصعوبات حياته بكل شجاعة وقوة وذكاء من أجل نفسه أولا، ثم من أجل هؤلاء الذين يحبونه ويرون فيه القدوة والمثل الأعلى، بل ويستمدون منه القُدرة والشجاعة اللازمتين لتخطي صعاب ومشاكل حياتهم المريرة.
ولتأخذوا من قصص الأنبياء والرُسل عليهم السلام أجمعين العبر والدروس الحقيقية، التي توضح لنا بأن هذه الحياة، هي عبارة عن دار للشقاء والكفاح الدائم من أجل الوصول إلى أسمى معاني الرسالات، التي بعثهم الله عز وجل بها إلى شعوبهم وأقوامهم بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قادر على نشر تلك الرسالات بكل سهوله ويُسر، ولكنه أعطانا المُثل العُليا في الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، ليُبلغنا بأن الوصول إلى المُبتغى والهدف، يحتاج إلى البذل والعطاء والكفاح الدائم
والصبر والتفكير والمُثابرة والعزيمة القوية والإرادة الفولاذية من أجل تحقيق الأهداف، ورفع رايات النفس المُنتصرة على كل صعب وعسير .
ولذلك أرجوكم، ألا تسمحوا أبدا لظلام اليأس، أن يُبدد نور الأمل بداخلكم، فحلاوة ولذة النصر على مشاكل وصعوبات الحياة، سوف
تجعلكم تنسون صعوبة الرحلة بحلاوة الوصول، وكلما كانت الرحلة أصعب وأصعب، كلما زادت من حلاوة ونشوة الانتصار عند الوصول إلى المُبتغى والهدف المنشود، وهذا هو المعنى الحقيقي لكل تحد يقف كحجر عثرة في طريق كل بطل أخذ على عاتقه مواجهة مشاكل حياته بكل ما تحمله من أزمات وصعوبات وتحديات، ليشعر في النهاية بأنه بالفعل كان بطلا واجه وقاتل من أجل نفسه، ومن أجل كُل أحبائه، (وزي ما بنقول بالمصري دايما خلوها حلقة في ودانكم وكل شوية فكروا نفسكم بيها، وقولوا إن فعلا حلاوتها في صعوبتها).
