لعبت المرأة المصرية عبر التاريخ أدوارًا محورية في مختلف المجالات، لكن مشاركتها السياسية ظلت دومًا محل نقاش وجدال. ومع تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، فُتح باب واسع أمام تمكين المرأة وتمثيلها الحقيقي داخل المشهد السياسي، ليس كمجرد رقم، بل كعنصر فاعل وشريك في صنع القرار.
وما يميز دور المرأة داخل التنسيقية هو تجاوزها للتمثيل الرمزي إلى التمثيل الحقيقي الفعّال؛ فهي تشارك في كافة لجان التنسيقية، وتقود المبادرات، وتُعبّر عن رؤى سياسية وقانونية واجتماعية ناضجة. وقد شغلت عدد من العضوات مواقع قيادية داخل التنسيقية، وكان لهن حضور ملحوظ في الفعاليات المحلية والدولية.
وقد ساهمت التنسيقية في تأهيل عدد كبير من الكوادر النسائية لخوض الانتخابات البرلمانية، وبالفعل نجحت بعضهن في الوصول إلى مقاعد بمجلسي النواب والشيوخ، كما تم تعيين عدد منهن في مناصب تنفيذية مؤثرة، مما يؤكد أن المرأة داخل التنسيقية ليست فقط صوتًا سياسيًا، بل قيادة حقيقية تستطيع أن تصنع الفارق.
شاركت عضوات التنسيقية أيضًا في صياغة عدد من السياسات والمبادرات التي تمس قضايا المرأة بشكل خاص، مثل: العنف الأسري، والتمكين الاقتصادي، والمشاركة المجتمعية. إلى جانب ذلك، ساهمن بفعالية في ملفات عامة كالتعليم، والصحة، والتنمية المستدامة. هذا التوازن بين الدفاع عن قضايا المرأة والمشاركة في الشأن العام يعكس نضج التجربة وتمكينها الحقيقي.
وبرزت داخل التنسيقية نماذج نسائية ملهمة قدّمن نموذجًا حيًا للمرأة السياسية الواعية، وأثبتن أن المرأة قادرة على خوض غمار العمل السياسي بكفاءة ومهنية، متجاوزة الصور النمطية التقليدية.
وبرغم كل ما تحقق، ما زالت التحديات قائمة، وأبرزها الموروثات الثقافية وصعوبة تقبُّل بعض المجتمعات لفكرة القيادة النسائية. لكن ما حققته عضوات التنسيقية حتى الآن يمثل خطوة كبيرة في كسر تلك الحواجز، ويؤكد أن التغيير ممكن حين يتوفر الدعم والرؤية والإرادة.
لهذا، فإن المرأة داخل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تمثل تجربة رائدة في التمكين السياسي الحقيقي، تجربة لا تعتمد على المجاملة، بل على الكفاءة، والتدريب، والمشاركة الفعلية. وهي نموذج يمكن البناء عليه في مؤسسات سياسية أخرى، لإحداث تغيير حقيقي في بنية المجتمع السياسي المصري، يكون فيه صوت المرأة مساويًا لصوت الرجل، وتكون شراكتها ليست مجرد شعار، بل واقع ملموس