عبدالرحمن مصطفى يكتب | الحوار الوطني والفكر الجديد

0

تشهد مصر في ظل الجمهورية الجديدة تطورات إيجابية من تحول إقتصادى و سعي جاد في تطوير الحياة السياسية فتصنع ” تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ” المساحة للشباب الوطني المخلص للتأهيل ومن ثم التمكين والإنخراط في الحياة السياسية في منصة تحوي كافة الإيدلوجيات تحت مظلة واحدة لخدمة الوطن ،بجانب تأهيل الأكاديمية الوطنية للتدريب للكوادر لبناء صفوف تصنع المستقبل العظيم للوطن الأعظم و ينبت برنامج ” حياة كريمة ” لتطوير الريف المصري روح الأمل والبهجة والحياة علي قطاع كبير من البسطاء الذين يحلمون بالحياة الكريمة ليصبح أمل الأمس واقع الحاضر وها نحن بصدد حدث هام .. أيام قليلة تفصلنا عن بدء فاعليات الحوار الوطني لتجتمع كافة أطياف المجتمع وجميع الإتجاهات السياسية لتوحيد الجبهة الداخلية حيث يعد الحوار الوطني فرصة لتستعرض الدولة جهودها والتحديات التي تواجهها بشفافية و فرصة للحوار وطرح قوي المعارضة رؤيتهم ومتطلباتهم خاصة في المحور السياسي والإقتصادي وهو الأمر الذي من شأنه التأثير بشكل إيجابي علي مستقبل الدولة المصرية فالحوار الجاد الفاعل يصنع الرؤية المتكاملة التي تدشن أساسات تلاحم القوى الوطنية لمواجهة التحديات التي تطرأ على الساحة الإقليمية والعالمية، ونتيجة للإحداث المتعاقبة التي شهدها المجتمع المصري الأونة الأخيرة سيُلقي المحور الإجتماعي بظلاله على الحوار الوطني نتيجة التطورات السلبية التي طرأت علي النشأ و إنعكست في صورة أحداث لم يعرفها الشارع المصري من قبل وهو الأمر الذي يتطلب الحوار الجاد والنقاش ومن ثم تحمل المسئولية والتدخل حفاظاً علي الهوية المصرية وإن كان هناك دور كبير و مسئولية مهمة وأصيلة للإسرة المصرية في تكوين العقلية المصرية والتنشأة السليمة السوية إلا أن هناك مسئولية أهم لكبح تجريف الهوية المصرية وهي مسئولية الدولة والسلطة التشريعية والمجتمع المدني . فبناء الهيكل المعرفي والنطاق الإدراكي وحزمة القيم الأخلاقية والإنضباط السلوكي للعقلية المصرية لن تحدث جزافًا دون رؤية حقيقة وتدخل بآليات ذات فاعلية وذلك لكون تربية النشأ تتأثر بعوامل كثيرة جدًا يجب أن نمسك بمفاصل تلك العوامل ونعمل عليها بشكل علمي فنتاج النشأ الذي يكتسب بنيته المعرفية من السوشيال ميديا وبعض الأفلام التي تنمي سلوك ” العنف ” يهدد الأمن المجتمعي حاليًا والأمن القومي علي المدي البعيد بما يتطلب بذل جهد وإحداث تغييرات في أكثر من جانب وعلي عدة مستويات والتي يمكن أن يكون جزء منها :
الجانب الإداري : من الناحيه الإدارية ( وزارة الشباب والرياضة _ وزارة الثقافة ) ملف الأسرة في وزارة التضامن _ ملف النشأ في التعليم الأساسي والتعليم العالي ) تلك الوزارات المعنية بصناعة العقلية المصرية وإعداد النشأ ثقافيًا وإجتماعيًا ورياضيًا وتعمل تلك الوزارات والهيئات جهود كبيرة وبرامج مختلفة ولكن عدم تكاملها يجعل أثرها أقل جوده وفاعلية لذا فإن عمل مفاوضية عليا ” لبناء الإنسان المصري ” تتبع رئاسة الجمهورية تستهدف الحفاظ علي الهوية المصرية و التوعية والتثقيف وتنمية المهارات والقدرات الذاتية تستهدف أيضاً تفريغ الطاقات بشكل سليم في إبداع رياضي وثقافي وفني عن طريق برامج متكامله تستغل في تنفيذها البنية التحتية من قصور ثقافة ومراكز شباب وقاعات مؤتمرات وملاعب وغيرها في إطار موازنة موحدة و مترابطة سيحدث تغيير جذري في تطوير بناء الإنسان المصري ونحن نمتلك القدرة ف تجربة الدولة نجحت في نماذج مشباهه علي نطاق أضيق مثل تجربة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب وتطويرها للأكاديمية الوطنية للتدريب و تسخير قدرات تلك الوزارات تحت مظلة واحده تستهدف فئة فئة بشكل مدروس ومحسوب ودقيق سيصنع عقل يخدم خطة الدولة المصرية بالجمهورية الجديدة ونحن لدينا القدرة لعمل ثورة ثقافية تُحدِث تحول في نتاج عقول الأجيال القادمة .
الجانب الوقائي : تخفيف حدة الآثار السلبية للمدخلات التي تشكل فكر النشأ المصري و يتطلب ذلك إتخاذ إجراءات مشددة علي صناعة الفن المرأي والمسموع من مجلس الوزراء بجانب المجلس الأعلي للإعلام ونقابة المهن التمثيلية ونقابة الموسيقيين فتأثير بعض الأفلام والمسلسلات التي نحصد نتاج زرعها السام يجب أن يتم مجابهتها ووضع الضوابط التي تحد من خطورتها علي تشكيل الوعي الجمعي وإستبدالها بصناعة ما يفيدنا و يخدم مجتمعنا فلو أن حرية الإبداع ستؤثر سلبًا علي عقول أبنائنا فإن توجيه الصناعة لمحتوي هادف يصبح ضرورة ملحة او علي الأقل منع المحتوي الذي يؤثر بالسلب علي مجتمعنا و ينتج لنا العقول الخاوية والأفكار المُسرطِنة. الجانب التشريعي : سن القوانين والتشريعات الملزِمة التي تخدم نفس الإطار وتضع قيود علي صناعة الفن بوضعه الحالي الذي يظهر آثره جليًا علي سلوك الشباب المصري.
جانب وزارة التربية والتعليم : منذ عقد من الزمان لم يكن يوم السبت أجازة رسمية للطلاب لذا يستوجب إستغلال هذا اليوم في تنمية الدور المجتمعي لدى الطلاب وتحفيزهم بتحديد درجات علي مشاركتهم في عمل المبادرات والتجميل في نِطاقهم الجرافي بالإضافة لممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية والفنية المختلفة و يجب التأكيد والتشديد علي تقويم السلوك والمظهر الخارجي للطلاب و الإهتمام بمادة التربية الدينية و استرجاع حصص الموسيقي وحصة التربية الرياضية والمسرح المدرسي الأمر الذي من شأنه المساعدة علي تفريغ الطاقات وإعداد طالب فنان ومبدع ورياضي وبطل يمتلك القدرة والثقة بالنفس و الصحة النفسية الجيدة . وأخيرًا نرى أن الحوار الوطني فرصة حقيقية لوضع أسس للوقوف على نقاط هامة في ظل إجتماع كافة أطياف المجتمع فمن الضروري أن يتم تناول تلك القضية بالمحور الإجتماعي والخروج بتوصيات تساهم في حماية الهوية وبناء العقلية المصرية بتحول قطاع كبير من النشأ المصري من مرحلة فقر الفكر إلي مرحلة الفكر الفقير الذي يحتاج إلى ان يتغذى في إطار تدعيم آليات التنشأة الوطنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.