محمد السيد السّكي يكتب | ميلاد مملكة جوجل

0

لقد أصبح محرك البحث “جوجل” ملكاً متوّجاً في عصر المعلوماتية وباتت مملكته ذائعة الصيت ترددها الألسن وتألفها الآذان ولاتغيب شمسها عن عينك ولابد ان تطأ أصابعك أرضها..
لقد كان عالم الرياضيات “ادوارد كازنز” مثلنا جميعاً مبهوراً كالطفل الشغوف المجبول عقله للسعي لادراك نهاية الاعداد وعلى الدوام نراه محاولاً الخوض ببطء في بركة تسلسل الأرقام..
ولكن واقعية “كازنز” وعبقريته جعلته يبحث عن اسم لأكبر قيمة عددية لها تحقق واقعي في عالم ثوابت الفيزياء آنذاك وهي عشرة مرفوعة للاس مائة اي واحد وامامه مائة صفر..
وها هو الطفل الصغير “سيلتون سيروتا” ابن اخت “ادوارد كازنز” يصيح وهو ابن تسع سنين معلناً انه وجد اسماً لاعظم الاعداد.. انه جوجول !!
واذ أن اللهث وراء ادراك نهاية الاعداد واكبر الاحجام وأقل الأبعاد هو الطفل الشرعي لفكرة الزمان المزروعة في عقولنا والتي لن نخرج من ثوبها الا بموتنا!!
يصرخ دائماً ذلك الطفل وتؤيده مخرجات الطبيعة ومقاربات قوانينها لتجعله دائماً ينال مبتغاه ويجد من يحضنه ويقدم له الثدي الحنون وسقاء الأبدان..
لقد صار عدد كازنز محدوداً بظهور ميلاد جوجول بليكس وهو يمثل عشرة مرفوعة للاس جوجول اي واحد امامه جوجول من الاصفار..
وعليك أن تعلم انك لو في كل ثانية منذ نشأة الكون قمت بكتابة نقطة فان ماستكتبه حوالي واحد وامامه عشرين صفراً فقط من النقاط وان عدد الجسيمات الدون الذرية في الكون كله لاتزيد عن عشرة مرفوعة للاس تسعين..
لقد سعى مؤسسا شركة جوجل ان يختارا اسماً يمثل قمة الاعداد فلم يجدا سوى “جوجول”.ولكن القدر يأبى الا وان يُحَرّف الاسم الي جوجل نتيجة خطأ غير مقصود، لتكون لقوانين ماوراء الطبيعة رأياً يمحو ويثبت ويحمل أسراراً لحروف ذات ترددات مقدر لها الخلود وان تكون لها مملكة..
ما احوجنا للتفكر في فلسفة الجوجول واشباهه من الاعداد والتي تحتاج لعمر الكون وانت تردد بلسانك جزيئاتها ولا تصل لمنتهاها..
ويبقى صوت قطار دقة تصميم الكون يدوي في آذاننا لكي نتفكر في الكون وأسرار الاعداد وثوبها المتزمن..
ان الدقة المتناهية في الكون لتنطق بلسان الحال شاهدة على وجود المبدع المقدر الذي احسن كل شئ خلقه وهو الحكيم الخبير..
تحدّثنا قوانين الديناميكا الحرارية عن الفوضى والعشوائية “الانتروبي” المجبول الكون تلقائياً لادراكها من خلال التفلت من نظامه المحدد الموزون، وتصرخ لغة الأرقام معبرة عن سيمفونية الدقة المتفردة في الكون..
يقول العلماء ان كوننا لكي يكون له مقدر الظهور كان لابد من اتزان حراري دقيق فيه يتجاوز من الصغر مايعرف بالجوجول بليكس..
ان لم يكن هناك توازن بين قوي الطبيعة الأربعة لما وجدت الذرة ولما كان ذلك الكون..
التناغم الدقيق منقطع النظير في الكون يشهد علي بديع الصنعة الالهية ويهمس في آذان من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد..
ما أعجب تلك الآية القرآنية التي من طيب عبقها نحتاج إلى جوجول بليكس من الأوراق والأحبار لكي ندرك سرها..
ليست العبرة في مقدار ذكائك وإنما في نية فؤادك وقدرتك على التخلي عن ضلالات اوهامك وعجرفة جحودك..
عندما تبيع زيغ نفسك المحث على التمرد والنكران والجحود حينها سيكون لك قلب وستكون شهيداً لنور روحك ..
وسيبقى الملحد تحركه ارادة الالحاد، لانه يريد أن يلحد ويجدف يميناً ويساراً فيبهته المنطق ويسوء وجهه رجس عمله..
وكفى بالموت دليلاً على اننا أحياء وكفى بالكون المتناغم الذي يشهد بأن الله هو المهندس الاعظم وهو الخالق المتعال..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.