هشام مصطفى عبد العزيز يكتب | الشمول والتكامل في بناء النخبة

0 792

النخبة … تلك الكلمة التي يتحدث عنها الكثيريون ولكن يختلفون فيما بينهم في تعريفها، فما بين تعريفات علماء العلوم السياسية وعلم الاجتماع وعلم الاجتماع السياسي، يمكننا القول بأن النخبة هم القلة الأكثر قدرة، ليسوا هم الأقوى أو الأذكى أو الأشجع أو الأكثر حيلة ودهاء وإنما هم الأفضل … باختصار هي القلة المؤثرة.

إن رجل الدولة ليس مجرد مختص فني يقوم بمهام فنية في الوزارة أو المنصب التنفيذي وإن كان اكتساب الخبرة الفنية جزء من إعداده ولكن لابد من اكتمال عناصر القوة القيادية المتمثلة في أربعة محاور: المحور النفسي والمحور الفكري والمحور القيادي والمحور السياسي، بالإضافة إلى المعرفة الفنية بمجال التخصص الذي يبرز فيه رجل الدولة على كافة المستويات.
إن الإعداد الشامل على تلك المحاور الأربعة هو الذي ينتج لنا نخبة بمواصفات خاصة تتنناسب مع حجم التحديات، نخبة تتوافر فيها صفات هامة، على رأسها ما يلي:
1. نخبة قادرة على صناعة وقيادة التغيير: من استقراء التجارب الناجحة عبر العصور؛ فإن الفكر الإصلاحي المتدرج الذي يحافظ على ثوابت الأمن القومي ومقدرات الدول وهيبة مؤسساتها ويتبنى سياسة المعارضة الراشدة التي تقر الإيجابيات وتنتقد السلبيات وتقدم الرؤى والحلول الواقعية هو الفكر الأنسب والقادر على بناء نخبة قادرة على التغيير والفعل والتأثير وإحداث التنمية والتغيير.
2. نخبة تتمتع بالوعي السياسي من خلال الإلمام بملفات الدولة ودوائر السياسة المحلية وعلاقتها بالدوائر الإقليمية والعالمية من جهة، وقادرة على التحليل السياسي وفهم العلاقة بين الأحداث الجارية وتلك الدوائر الثلاث من جهة أخرى.
3. نخبة قادرة على اتخاذ القرار السياسي: من خلال المنهجية العلمية والتي تبدأ بتقدير الموقف وتحديد سلم البدائل المتاحة ثم اختيار البديل الذي تحتمله الطاولة السياسية ثم وضع الاستراتيجية المناسبة لتنفيذ هذا البديل.
4. نخبة قادرة على فهم ثوابت الأمن القومي وجعلها أساس التحرك السياسي وإعلاء قيمة المحافظة على الدولة وكيانها من أي تهديد، ومن ثم فهي قادرة على تكوين رؤية استراتيجية تنطلق من تلك الثوابت وتحافظ عليها.
5. نخبة تتمتع بسمات نفسية وعقلية من أهمها الصلابة والمرونة في آن واحد لمواجهة التحديات والضغوطات والانتكاسات والعقبات والثبات أمامها والتغلب عليها وكذلك تتمتع بالدهاء السياسي وهو القدرة على فهم ومعرفة واستخدام ديناميكيات القوة والسلطة.
هكذا يتضح لنا أن الإعداد السياسي وحده لا يكفي لإخراج رجل الدولة العصري على المستوى المطلوب، وإنما لابد من إعداد شامل يتناول جميع أجزاء الشخصية، وكذلك جميع الجوانب العملية التي يحتاجها رجل الدولة للتحرك السياسي الرشيد.
* هشام مصطفى عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.