وليد عتلم يكتب | الاختيار والقرار

0 839

منذ أن عرضت مشاهده الأولى؛ وكعادته أثار مسلسل الاختيار ردود أفعال واسعة ليستكمل الزخم الوطني المصاحب للمسلسل منذ الجزء الأول منه. صناع العمل أحسنوا اختيار عنوان الجزء الثالث تحت عنوان “القرار”، القرار كان مصيريًا قيادة وشعبًا؛ فالجيش المصري بقيادة الرئيس السيسي آنذاك قرر ومنذ اللحظة الأولى الانحياز لإرادة جموع المصريين مهما كانت التضحيات والتهديدات، والشعب منذ اليوم الأول في سنة حكم الجماعة السوداء قرر مواجهة مخطط الأخونة ورفضه.

معضلة مسلسل الاختيار مع الجماعة المحظورة ليس فقط أنه يفضح الأكاذيب الممنهجة منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة، لكنه يضيع عليهم مجهود 11 شهر كاملةً من الأكاذيب وتزييف الحقائق، فيأتي المسلسل للعام الثالث على التوالي ليطيح بكل هذه الأكاذيب في شهرًا واحد.

الجماعة المحظورة وأذنابها لم تجد في مواجهة ذلك ــــ خاصة وأن المسلسل يعرض لتسجيلات حية لقيادات الجماعة لا مجال للتشكيك بها ـــــ إلا اللجوء للإعلام الجديد ممثلًا في وسائل التواصل الاجتماعي، عبر السخرية من المسلسل عن طريق “الكوميكس” من جانب، ومحاولة استجلاب التعاطف مرة أخرى من جانب أخرى، في محاولة أظنها أخيرة لاستغلال تعاظم دور الاعلام البديل (مواقع التواصل الاجتماعي)، والتي أثبتت الدراسات العلمية الحديثة اعتماد الجمهور على هذه المواقع للحصول على المعلومات والاخبار فتشكل لدى فئات في المجتمع رأيا عاما سلبيا تجاه العديد من المؤسسات والشخصيات العامة والقضايا العامة، مبنيا على معلومات وأخبار ملفقة وغير صحيحة. الدراسات الحديثة على مضمون مواقع التواصل الاجتماعي، أشارت إلى أن المضمون في أغلبه غير صحيح ويعتمد على المعلومات المزيفة والشائعات الكاذبة. وأصبح الكل في تواصل مستمر ودائم، بفضل مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بعيدا عن قيود الرقابة وآليات الضبط التقليدية.

هذه الهرولة الإخوانية والهياج الإلكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي يعيد إشكالية ومسألة تزييف الوعي بقوة، وبشكل عكسي. فبحسب باولو فريرى Paulo Freire أضحى “تضليل عقول البشر من خلال هذه الوسائل أداة للقهر يتم استغلاله من قبل بعض الجماعات في تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة”.

لكن الجماعة المحظورة في ذلك تتبع سبيل العاجز الذي ليس بيده حيلة، خاصة والأمور كاشفة والمؤامرة على مقدرات الوطن كانت فاضحة، وأنا وأنت وملايين المصريين عايشنا يومًا بيوم هذه الأحداث المريرة وكيف كانت شوارعنا ومرافقنا، وأمننا واستقرارنا، وهذا هو القرار الثالث.

وهو قرارانا بالاصطفاف خلف قيادتنا الوطنية من أجل استكمال المسيرة دون انسياق أو التفاف لترهات والهاءات “السوشيال ميديا” والدعاية السوداء للذباب الإلكتروني للجماعة وكتائبها، لابد أن نعيش حالة من “الاصطفاف الوطني” من أجل مصلحة الوطن، الوطن الذي كنا على وشك أن نفقده لولا القرار. وانتهاءً؛ لن تبتلع جماعةً وطنًا ولن يهزم تنظيمًا شعبًا ودولة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.