أكمل نجاتي يكتب | “العائلة” و”حراجي” في الجمهورية الجديدة

0

“آه يا فطاني لو شفتي الرجالة هنه/ قولي ميات..ألوفات/ بحر من ولاد النا/ إللي من درجا وإللي من البتانون/ وإللي من أصفون والتل/ جدعان زي عيدان الزان سايبين الأهل”.

تلك بعض من كلمات جوابات الأسطى “حراجي القط” لعبد الرحمن الأبنودي، والتي تمثل تاريخًا ناطقًا و مصدرًا لاستخلاص جوانب تاريخية واجتماعية ترسم ملامح المشهد فى عصر بناء الجمهورية الأولى.
عندما تسمع: “آه ياجميلة/ نِديكى حب وتِدينا/ ونمد للشمس أيدينا/ ولو تعبنا تاخدينا/ ناخد فى حضنك تعسيلة/ ونقوم ولا شيء يوقفنا/ لا أبو جهل جهله يحرفنا/ ولا أبو لَهب حيخوْفنا/ ماحناش ضُعاف قُللات حيلة/ آه يا جميلة “. تدرك أنك تقرأ من خلال أشعار “سيد حجاب” تأريخ لمرحلة بداية الحركات الإرهابية ونضال الشعب بالوعي الفكرى ضد الإرهاب.
هذا التأريخ بالكلمات هو ما تفتقده الجمهورية الجديدة، نفتقد لأصوات وأقلام المبدعين المصريين، نفتقد لوصف البناء والتحديات والطموحات، أننا على مدار ما يقرب من ثماني سنوات نرى ملحمة جديدة للبناء واسترجاع لمكانة مصر العربية والإقليمية والدولية يوميا لكننا لا نرى محتوى ثقافي وفني يواكب هذه الملحمة.
نعم توجد محاولات لتأريخ لدحر الإرهاب الأسود وتوثيق لتضحيات أبطالنا من القوات المسلحة والشرطة المصرية، ولكن هذا أحد الجوانب، ولكن متي نشاهد مسلسلات تصف الريف المصري وواقعه بعد كل هذا التغيير الجذري؟ متى سنرى الدراما تجسد نجاحات تمكين الشباب في الحياة العامة؟ متى نرى حياة كريمة كأسطورة درامية ولحمة شعرية وغنائية؟
لعل مقولة الأستاذ وحيد حامد: “إن الدراما تلعب دورًا مهمًا في تشكيل وعي المجتمع، سواء بالسلب أم بالإيجاب، فقد تغرس لدى المشاهد قيمًا سلبية مثل الكراهية والفساد واللامبالاة والاضطهاد، أو العكس من خلال تحمسه وتقوية مشاعر العمل وحب الوطن وعرض النماذج الإيجابية في المجتمع”، هي أفضل وصف لقوة الدراما ومعها الأغاني ودواوين الشعر في بناء الهوية المصرية.
الحقيقة نحن بحاجة إلى مشروع قومى نُطلق فيه العنان إلى إلهام المثقفين والأدباء والفنانين وصُناع الدراما، مشروع تتضافر فيه كل الجهود الحكومية والقطاع الخاص وإتحاد نقابات المهن الفنية للوصول لنماذج فنية تسهم فى اكتشاف مليون مبدع مثل المخرج “خالد جلال” وألف قلم مثل “وحيد حامد”.
أتمنى أن يكون عام ٢٠٢٣ هو عام الثقافة والدراما، وأنا على ثقة أنه قريبًا سنستمع لجوابات “حراجي القط” العامل في المشروعات العملاقة، ونشاهد الجزء الثانى من مسلسل العائلة في الجمهورية الجديدة.

* أكمل نجاتي، عضو مجلس الشيوخ، عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.