الحسن العزاوي يكتب | يوم الأرض

0 320

كان الإنسان وما زال هو صاحب التأثير الأكبر على الأرض، فهو صاحب قرار الحرب والسلام، وصاحب قرار التأثير والتغيير والتطوير. هو متخذ القرار الأول والأخير وربما نتج عن التطوير وتأثيره تغيير على جميع الأصعدة وربما كان التغيير هو الأفضل والأحدث، لكن يأخذنا الى نتيجة مأساوية وربما انتقل العالم من ظلام وراحة بال الى نور مليء بالضجيج تزامنه غفلة عما سيراه العالم في المستقبل القريب.
أكتشف الإنسان على مر السنين طرق انتاج الطاقة بمراحلها منذ الفحم حتى الغاز وهيأ لنفسه كل طرق السعادة والكمال وأنتج ودخل في كمال الصناعة حتى وصل إلى الثورة الصناعية الرابعة وفي طريقه للثروة الخامسة أو قد دخل بها بالفعل فهو كمال في الجمال وثقوب في الثقة بين البشر والطبيعة.
على مر الزمان بادر الإنسان بانتهاك مباشر للطبيعة ولم يختلف أحد على أن هناك تغير دائم في الطبيعة ولكن بشكل طبيعي وبعد السرعه الكبيره في التقدم و استهلاك مواردها واساءة حقوقها فلا بد أن تتمرد الطبيعة على البشر وتتغير.
ينص القانون الثالث من قوانين نيوتن للحركة في الميكانيكا التقليدية على أن ” القوى تنشأ دائمًا بشكل مزدوج حيث يكون لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار وعكسه في الاتجاه ” وهذا ماحدث من رد فعل واضح للطبيعه جراء إساءة الإنسان استخدام مواردها بشكل مجهد لطاقتها.
تغير المناخ أحد ردود فعل الطبيعة على العالم فهي ترد العين بالعين ويقصد بتغير المناخ التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. ويمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية ولكن منذ القرن التاسع عشر أصبحت الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي لتغير المناخ ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود (مثل الفحم والنفط والغاز) الذي ينتج غازات تحبس الحرارة.
وكنتيجة لتغير المناخ يشهد العالم ارتفاع شديد في درجات الحرارة فكان عام 2020 من أكثر الأعوام حرًا على الإطلاق وتزيد درجات الحرارة المرتفعة من الأمراض المرتبطة بالحر بالإضافة إلى صعوبة التنقل احيانا واندلاع مزيدا من الحرائق في الغابات.
الأرض الآن أكثر دفئاً بنحو 1.1 درجة مئوية مما كانت عليه في القرن التاسع عشر. لسنا على المسار الصحيح لتحقيق هدف اتفاقية باريس لمنع درجة الحرارة العالمية من تجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. يعتبر هذا الحد الأعلى لتجنب أسوأ التداعيات المحتملة لتغير المناخ.
يؤدي أيضا ارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه، مما قد يؤدي الى غرق بعض المناطق في العالم كما أنه يزيد من حموضة، مما قد يمنع ويضر بنمو بعض المخلوقات البحرية والرخويات.كما انها تمنع تكون مواد مهمة لتكوين الهياكل العظمية والأصداف مما يؤثر على كمية البحريات التى يتناولها الانسان.
التغير في درجات الحرارة أيضا ينتج عنه تغيرات في هطول الأمطار، مما يؤدي إلى عواصف متكررة وأكثر حدة. وتسبب هذه العواصف فيضانات وانهيارات أرضية، وتؤدي إلى تدمير منازل ومجتمعات، وتكلف مليارات الدولارات.
تزيد نظرية التصحر من فرض سيطرتها بسبب ندرة المياه في بعض الأماكن، وزيادة مساحة الجفاف مما يؤدي إلى عواصف رعدية تنقل الرمال الى أماكن أخرى بمساحات واسعة تؤثر على الأماكن الزراعية وتزيد مساحة الصحاري.
ربما التغير المناخي تتمكن فيه بعض الأنواع من تغيير موقعها والبقاء على قيد الحياة، في حين قد يتعذر ذلك على أنواع أخرى وتكون النتيجة الهلاك.
مما لاشك فيه أن العالم في موقف يصعب حله إلا بتكاتف جهود العالم وخاصة تجاه الدول النامية لأنها الأكثر ضررا وقد وجهت مصر العالم نحو أهمية مساعدة الدول المتقدمة والسبب الرئيسي في ما يمر به العالم بسبب جشعها وتنافسها في الحصول على التقدم على منافسيها بأي ثمن كان للدول النامية والفقيرة الموارد والاقتصاديات. وكانت خطوتها في استضافة الدورة 27 من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ خطوة نحو تمكين الدول النامية وحماية اقتصادها ونشر ثقافة التغيير في استخدام الأدوات الاقل اضرارا بالطبيعة والاتجاه نحو المنتجات الصديقة للبيئة.
الأرض المسكن الوحيد للكائنات الحية ورد فعلها الطبيعي على الحياة لعل الإنسان يعود عما يفعل يذكرنا بالقولون العصبي وردة فعله القاسية أحيانا عندما يضغط عليه الإنسان في زيادة تناول الطعام أو تناول أنواع معينة لدى الجسم حساسية تجاهها. وفي يوم الأرض 22 أبريل أدعو العالم أجمع أن يتحد حول القضية الأهم والأشمل لجميع الكائنات الحية.

* د. الحسن العزاوي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.