بدراوي علي يكتب | السلام والوضع في غزة

0 181

نعلمُ جيدًا أن الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية هو منذ أمدِ بعيد ولكن منذ فجر السابع من اكتوبر قد بلغ ذُروتهُ، وللوهلة الأولى قد أدرك العالم جميعًا إدراكًا تامًا بأن مصر تسعى جاهدةً وبكل ما أُوتيَ لها من قوةٍ في سبيل وقف هذا الكم الهائل من الاعتداءات العسكرية الصهيونية غير الآدمية في حق غزة وإقرار الحالة السلمية بها وعدم التصعيد.
بِناءً عليه قامت مصر بإجراء العديد من المقابلات والإتصالات على مختلف المستويات مع قادة العالم وذلك بغرض وقف كل تلك الإنتهاكات الإسرائيلية المتوغلة وإرسال بعضٍ من المساعدات الإنسانية الى الشعب الفلسطيني المحتل، وكان من بين هذه الجهود المُضنِية التي بذلتها القيادة السياسية المصرية قيام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بعقد قمة السلام في القاهره وعليه فقد دعى الرئيس عددًا غفيرًا من قادة وزعماء العالم لحضور القمة، وعلى الرغم من الأزمة الزمنية ما بين الدعوة للقمة وإنعقادها إلا أنها قد لاقت قبولاً وترحيب من جانب الكثير من قادة العالم والمنظمات، فالاتحاد الأوروبي صرح بأنه سيعرب عن ترحيبه بمبادرة قمة السلام التي اقرحتها مصر خلال جلسته التي ستنعقد يومي الخميس والجمعه المقبلين، وكانت أحداث القمة بالقاهره شاهدةً على الكثير من الأمور.
في صباح يوم إنعقاد القمة بالقاهره شاهدنا توافد العديد من القادة والزعماء الى مصر مُلبِّين دعوة الرئيس السيسي لحضور قمة تفعيل السلام في غزة وإيجاد الحل السِلمي للوضع الفلسطيني الراهن، وكان لقمة القاهره للسلام نتائج عِدة لعل أهمها:
أولاً: إنّ الشعب المصري قد ترسّخ لديه أن دولتهم هي العمود الفقري للمنطقة العربية وأن لديه قائد عظيم وقد ظهر هذا جليًّا خلال القمة وأن موقفه لم يتغير منذ بادئ الأمر، حيث قال ” ان تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر”، وتجلّى أيضا تخاذل الكثير من الحكام العرب تجاه القضية الفلسطينية وعدم مساندتهم لها، بل أدهى من ذلك فإنهم يهدفو الى توريط مصر وجيشها وتصفية القضية الفلسطينية على حسابها.
ثانيًا: لقد كانت الرؤية في جُلِّها أمام شعوب كلا من مصر، الأردن والعراق بأن القضية الفلسطينية هي الأولى على المائدة، وأدركو تمام الإدراك بأن قاداتهم واضعين القضية نُصْبَ أعينهم ساعين جاهدين بكل ما أُتِي لهم من قوةٍ وبكل نزاهةٍ وشرف في إيجاد حلٍ لهذه القضية التي هي قضية كل عربي، وتجلّت ايضا هذه النظرة لدى شعوب كل الدول الأخرى.
ثالثًا: إننا دائمًا ما نرى مدى إتحاد الغرب في أي شأن حتى وان كان هذا هو الباطل ذاته، ولكن كانت الطامةُ الكبرى على الصعيد الأخر عند العرب من شتات أمرهم وعدم توحيد صفوفهم في القمه حول القضية الفلسطينية، وقد فضّل البعض مصالحهم الخاصة على المصلحة العربية جميعها، وكان نتيجةً لذلك أن ازداد توحش الكيان الصهيوني داخل غزة حيث أنه قد تمكن من عدم اجتماع الرأي العربي وأنه لا يوجد سوى مصر تتبنى القضية – متضامنة معها الاردن والعراق – واضعةً إيّاها نصب عينها.
في نهاية المطاف، فإننا ننادي بضرورة توحيد الأراء العربية وطرح المصالح الفردية جانبًا وأن يتكاتفو معًا الفترة القادمة وذلك من أجل إنقاذ الوضع الراهن في فلسطين، هذا وقد كانت قمة القاهره للسلام نقطة هامة رسخت مدى دعم مصر الأبيّ للقضية الفلسطينية وعدم توانيها عنها لوهلةٍ حاملةً اياها على كاهلها وايجاد سُبُل الإنقاذ، وإنه لأمرٍ حيوي إستمرار التكاتف والتآخي بين الدول العربيه من أجل تحقيق السلام في المنطقة العربية والبت في معاناة الشعب الفلسطيني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.