بهاء الدين الصالحي يكتب | عاطف الطيب مفكر سينمائي

0 165

جاء عاطف الطيب كطيف عابر علي سماء الحياة الثقافية في مصر ثم ترجل كالفرسان، وحيثية عاطف الطيب انه كان مؤمنا بمقولات جيله ممتطيا صهوة عقله المنتمي لتراب هذه البلدة الطهور مستخدما الكاميرا، ولكنه جاء في زمن الخصخصة قمة سنام التوحش الرأسمالي
وليكن طرحنا لعدة مقولات فكرية طرحها عاطف الطيب في أفلامه:
معضلة السلطة والشعب في فيلم الهروب حيث تفاعله انواع من السلطة المتداخلة حيث سلطة رأس المال المتوحش الذي دار دورته عبر افلام عاطف الطيب فنفس سلطة رأس المال المتوحش وقدرته علي القضاء علي سلطة الأسرة كمؤسسة تاريخية كما في سواق الاوتوبيس ،هنا تداخل السلطات والقدرة علي التوظيف، الموافق لكل حالة وفق منطق الأمير ميكيافيللي ،وهنا يعرض عاطف الطيب في فيلم الهروب حيث تعددت انواع السلطة الي:
سلطة السماسرة التي سادت مصر بدءا من عام ١٩٧٤ علي يد العراب الأكبر محمد أنور السادات وسلطة السمسار في خلق معدل قيمة جديدة ليس هو العدل ولكن إزاحة المشاكل جانبا لضرورة المواءمة السياسية، حيث تم الاتفاق علي تضخيم قضية عادلة حيث توجب إهمال عدالة الأسئلة أين ذهب السمسار صاحب شركة التهجير وسلب خبرات وعقول مصر وعمالتها الماهرة ومن يملك محاسبته وثقافة تهميش القضايا من خلال اصطناع قضايا وهمية، وليس مصادفة ان يكون صاحب مشورة إزاحة المشكلة من خلال ضابط قادم من دورة تدريبية بالولايات المتحدة الأمريكية، هنا التناقض بين نمطين من أنماط الضباط هما القادم من امريكا والقابع في الصعيد حيث سلطة الكلمة والجانب الرومانسي في الصراع مابين الواجب والضمير حيث تتنازع فكرة الالتزام العائلي والوظيفي وحالة اضطراب القيم الناتجة عن فكرة الازاحة وكأننا استوردنا مع الرأسمالية المتوحشة ميكانزيم توظيف القانون لصالح رأس المال، وكأن الفساد يقوده القادمين من اعلي تحت ستار المصلحة العليا وكأن القيم مادة هلامية وليست صناعة تاريخية صاغتها اهرامات من دماء المفكرين.
وكأن ذلك التناقض بين الرؤي والواقع هما لب المدرسة الواقعية التي ارسلها منظروا السينما المصرية الحقيقين من كمال سليم مرورا بصلاح ابو سيف حتي عاطف الطيب. ولعل الدور الأهم في تشريح العلاقات الاجتماعية كمؤشر علي النماذج التي تعرض طبيعة المجتمعات كدليل علي تطوره الاقتصادي والاجتماعي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.