حسام الدين محمود يكتب | الحوار الوطني عقد اجتماعي جديد

0

إن الحوار سمة حضارية وفضيلة اجتماعية وقيمة أخلاقية، وهو أيضا وسيلة للتواصل والتفاهم لتحقيق المنافع ودرء المخاطر… تتجلى أهميته أكثر كلما ارتبط بقضايا المجتمع والسياسة، بالنظر لحساسيتها وارتباطها بالوضع العام والمصير المشترك… فكلما زادت المشكلات في المجتمع وتعاظمت الأزمات المجتمعية، ظهرت الحاجة ملحة لتدشين حوار سياسي ومجتمعي جامع وشامل لكافة الاطراف الفاعلة ومشاركة كافة الفئات الحزبية السياسية و المجتمعية و الشبابية، وكانت مبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، إلى الحوار الوطني الذي دعا اليه في افطار الأسرة المصرية يعد حوارًا وطنيًا مهم ويأتي في توقيت و ظروف سياسية و اقتصادية هامة حيث يشهد المجتمع الدولي كثير من التغيرات والأزمات التي تعد تحديات تتأثر بها الدولة المصرية فكانت الدعوي محل تقدير واسع من الجميع كونها حاضنة لكل الآراء و الرؤى و الأفكار التي تساهم في بناء و تنمية الدولة و تعد من أهم الخطوط في الطريق الي الجمهورية الجديدة.
إن الحوار الوطني المنشود يُعد نقلة نوعية وتحقيق رؤية القيادة السياسية في ترسيخ حالة الاستقرار الاجتماعي فهو بمثابة عقد اجتماعي جديد بين الدولة ومؤسساتها وفئاتها المختلفة، حيث تُعيد لحمة الصف ووحدة كل القوى خلف القيادة السياسية، لمواجهة التحديات الراهنة من ازمات اقتصادية واجتماعية يشهدها المجتمع الدولي وتنعكس علي الدول والمجتمعات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، تلك النقلة النوعية والمسار الجديد الذي تسلكه الدولة المصرية في هذا التوقيت له دلالات عديدة، فهو ترسيخ للديمقراطية بمشاركة كافه التيارات السياسية وفئات المجتمع، و وضع أولويات العمل الوطني خلال الفترة الراهنة ورفع نتائج الحوار الي السيد رئيس الجمهورية، حيث جاء الاعلان عن إدارة الحوار من الأكاديمية الوطنية للتدريب بكل تجرد وحيادية تامة، على أن يتمثل دورها في التنسيق بين الفئات المختلفة المشاركة بالحوار دون التدخل في مضمون أو محتوى ما يتم مناقشته، من أجل إفساح المجال أمام حوار وطني جاد وفعال وجامع لجميع القوى والفئات، ويتماشى مع طموحات وتطلعات القيادة السياسية وكذا القوى السياسية المختلفة، ليكون خطوة في غاية الأهمية تساعد على تحديد أولويات العمل الوطني وتدشن لجمهورية جديدة تقبل بالجميع ولا يمكن فيها أن يفسد الخلاف في الرأي للوطن قضية، هذا الحوار الوطني المنشود هو بيئة حاضنة وأجواء ايجابية، تخلق الثقة وتزرع الأمل، و بناء وعي عام بضرورة العمل المشترك في إطار رؤية واضحة وجامعة ترعاها القيادة السياسية، وهو ما يزيد من حالة الوعي الدقيق بالتحديات الدولية والإقليمية و تأثيرها علي الواقع المصري ، و بالتالي تتوافر جهود المجتمع في مواجهة تلك التحديات و تحقيق استراتيجية الدولة المصرية ٢٠٣٠ بسواعد كل أطياف المجتمع.

* حسام الدين محمود، عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.