د. محمد بغدادي يكتب | ظاهرة الانتحار

0

يبدو أن عالم اليوم يموج بالفتن فنصبح على أخبار ونمسي على أخبار أخرى كما يبدو أن اليقين في الله يحتاج منا لاعادة هيكلة وحسن إدارة لما له من أهمية بالغة في الصبر وقوة التحمل والسعادة رغم الوجع والفرحة رغم الحزن والقوة رغم الضعف والعلم رغم الجهل.
فرغم قوة الظروف التي نعيشها ورغم قسوة الحياة التي نحياها ورغم الشدة التي باتت تستقر بين قلوبنا إلا أن ذلك لا يتعدى قدر بعوضة وسط رحمات الله ولا يكون ذلك قطرة ماء وسط أنهار ملكوت الله ولا يكون ذلك سوى رياح عاصفة وسط قدرات الله.
إن ما نحياه من ضغوطات ليس سوى اختبارات في طريقها للانتهاء وأضغاث أحلام سيأتي بعدها فرج قريب، فهكذا السنوات تركض خلفها أيام وليالي بها ما بها من دموع وأفراح ولحظات عجاف وأخرى تملؤها الفرحة.
يا أيها الرجل الذي فقد إبنه ويا أيها الشاب الذي فقد طموحه وأمله ويا أيتها الزوجة التي اسودت الدنيا بأسرها أمامها ويا أيها الشيخ الذي تبعثرت أمامه ضغوطات الحياة ويا أيها الناس الذين ضاقت عليهم أنفسهم اجعلوا الله أمامكم وخلفكم وأعلاكم وأسفلكم وتمسكوا بقوانين الكون بأن السعادة لن تأتي إلا إذا وجدتوا الله فلن يبقى لكم جميعا سوى الضوء الذي يظهر أمامكم كالشمعة وسط الظلام هذا الضوء الخافت الذي تجده في صلاة أو زكاة أو صدقة أو مساعدة محتاج أو احتضان ملهوف أو ترميم بقايا إنسان قضت عليه لحظات اليأس أو زيارة مريض أو الجلوس مع يتيم أو تجفيف الدموع من وجه سيدة عجوز أو زيارة والديك أو جبر خاطر مسكين بائس أو السعي في دروب الخير بأي شكل من الأشكال دون مقابل فلذلك طعم جميل استذاق منه الأنبياء والصديقين والصالحين وحصدوا الحسنات جميعها وأصبحنا نبحث عن دنيا فاقدة للأهلية.
فليس الانتحار سوى القضاء على حياة قدر الله لها البقاء ورعاها في خليفته في الأرض.
فأنتم وأنا والسابقون والقادمون لن يحركنا من أيامنا هذه سوى القادر الجبار فكل شيئ خلق بقدر معلوم وبكيفية بالغة الدقة. فالنبي رغم الصعوبات وحالات الوفاه التي عاشها في بيته إلا أن النور الوحيد الذي كان يتحسسه هو نور خالقه وسط ضغوطات يشيب لها الجنين… العودة بطريقة يقينية داخلية ثابتة بأن الذي يملك العالم والكون والدنيا ومقاليد الأمور هو الله عسى أن يبدل حياتنا للأفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.