رضا سُليمان يكتب | نوبل والعرب

0 275

فى مثل هذا التوقيت من كل عام يقفز إلى الواجهة سؤال واحد “أين أدباء العرب من جائزة نوبل؟!”، وحديثي عن جائزة نوبل في الآداب فقط ولن أتطرق إلى فروعها الأخرى. ومع هذا السؤال المثار تكثر التكهنات والإجابات التى تحمل الكثير من الرؤى المختلفة بين أن الجائزة مسيسة، أو أنها تبحث عن انحرافات وشطط أدبي وفكري .. أو مناصرة أفكار طائفة دينية معينة .. إلخ .والحقيقة أني من المؤمنين بوجود كُتاب وأدباء كبار فى عالمنا العربي ويستحقون الفوز بجائزة نوبل فى الآداب .. ويتم طرح أسماء عدد منهم كل عام فى صيغة سؤال استفهامي استنكاري: أين الأديب فلان من جائزة نوبل .. وفلان .. وفلان؟؟!!) لكن أصحاب هذه الأسئلة لم يتعمقوا ولو للحظة واحدة فى تفاصيل الأمر ولم يفكر أحدهم في أن جائزة نوبل عملية لها العديد من الخطوات والاستعدادات تصل إلى أن يُطلق عليها البعض أنها عملية معقدة.
السؤال البديهي يجب أن يصوب مثل سهم إلى العمق .. إلى البدايات .. بدايات الجائزة ، ولا أقصد بدايتها عام 1901 م ولكن أعني البداية كل عام ، البديهي أيها السادة أولا: أن أي جائزة يلزمها مَن يتقدم إليها، ونوبل يلزمها مَن يقوم بالترشيح .. وهى جهات رسمية فى عالمنا العربي منوط بها ترشيح الأدباء و وضع قائمة بأسمائهم أمام لجنة الجائزة .
ثانيًا : لجنة الجائزة عند فحصها الأسماء المرشحة .. سوف تطلع على أعمالهم .. وهو أمر بديهي .. والبديهي أكثر أنهم لا يقرأون بالعربية .. إذن لابد أن تكون أعمال الأدباء العرب مترجمة إلى اللغات الأجنبية .. وهنا نصل إلى السؤال الذى يجب أن يُطرح فى عالمنا العربي :أين ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأجنبية المختلفة وأعتقد أن هذا دور مؤسسات الدولة وليس دور قطاع خاص أو دور نشر خاصة. أين جهات الترشيح للجائزة فى عالمنا العربي من ترشيحها للأدباء العرب كل عام .. على الأقل طرح الأسماء وترشيحها يضعها فى دائرة الضوء إن لم تنل شرف الفوز. وللعلم .. ووفقا لبيانات الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل فى الآداب :
فإن مَن يتمتع بالحق في تقديم مقترحات للحصول على جائزة نوبل في الأدب، كالتالى: أعضاء الأكاديمية السويدية والأكاديميات والمؤسسات والجمعيات الأخرى المشابهة لها في البناء والغرض. أساتذة الأدب واللغويات في الجامعات والكليات الجامعية. الفائزون السابقون بجائزة نوبل في الأدب. رؤساء جمعيات المؤلفين الذين يمثلون الإنتاج الأدبي في بلدانهم. (اتحاد الكتاب).
والأمر لا يتم بشكل عشوائي أو متعجل .. إنما على مدار العام .. وفى أيام ومدد محددة، وهى وفقا لما أقرته الأكاديمية السويدية كما يلي:
– سبتمبر: إرسال خطابات الدعوة. ترسل لجنة نوبل استمارات ترشيح لمئات الأفراد والمنظمات المؤهلين للترشح لجائزة نوبل في الأدب.
– فبراير: الموعد النهائي للتقديم. يجب أن تصل النماذج المكتملة إلى لجنة نوبل في موعد أقصاه 31 يناير من العام التالي. تقوم اللجنة بعد ذلك بفحص الترشيحات وتقديم قائمة للموافقة عليها من قبل الأكاديمية.
– أبريل: المرشحون الأوليون. بعد مزيد من الدراسات، تختار اللجنة 15-20 اسمًا للنظر فيها كمرشحين أوليين من قبل الأكاديمية.
– مايو: المرشحون النهائيون. تقوم اللجنة بتقليص القائمة إلى خمسة مرشحين ذوي أولوية للنظر من قبل الأكاديمية.
– يونيو: أغسطس – قراءة الإنتاج. يقوم أعضاء الأكاديمية بقراءة وتقييم أعمال المرشحين النهائيين خلال فصل الصيف. كما تقوم لجنة نوبل بإعداد التقارير الفردية.
– سبتمبر: أعضاء الأكاديمية يجتمعون. بعد قراءة أعمال المرشحين النهائيين، يناقش أعضاء الأكاديمية مزايا مساهمة مختلف المرشحين.
– أكتوبر: اختيار الفائزين بجائزة نوبل. في أوائل أكتوبر، اختارت الأكاديمية الحائز على جائزة نوبل في الأدب. يجب أن يحصل المرشح على أكثر من نصف الأصوات المدلى بها. ثم يتم الإعلان عن أسماء الحائزين على جائزة نوبل.
– ديسمبر : الفائزون بجائزة نوبل يتلقون جائزتهم. يقام حفل توزيع جائزة نوبل في 10 ديسمبر في ستوكهولم، حيث يحصل الحائزون على جائزة نوبل على جائزة نوبل، والتي تتكون من ميدالية وشهادة جائزة نوبل، ووثيقة تؤكد مبلغ الجائزة.
أعتقد أن الأمر يحتاج إلى جهد كبير فى : الترجمة ، ترك الجدال والاتفاق على أسماء تستحق، إقامة ندوات على مستوى كبير للكُتاب العرب فى الغرب، الترشيح، المتابعة، التركيز الإعلامي المستمر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.