روان الصيفي تكتب | شعلة العدالة المناخية بين النعمة والنقمة

0 570

على أرض السلام شرم الشيخ وتزامنا مع انطلاق مؤتمر cop27 وضمن فعاليات مؤتمر الشباب للمناخ coy17 انطلقت المسيرة السلمية شعلة العدالة المناخية والتي وصلت الي مصر مرورا بعدة دول لمواجهه التغيرات المناخية بمشاركة شباب القارة الافريقية ومشاركين من مؤسسة YlE شباب بتحب مصر وايضا بمشاركة اطفال من جنسيات مختلفة، نددوا بهتافات وعبارات تعبر عن التغيرات المناخية في القارات عامة والقارة الافريقية خاصة وذلك لأنها الأكثر تأثرًا من تغير المناخ.
وهذه ليست الأولي فمع افتتاح cop27 اليوم وتحديدا في منطقة الجرين زون اقيمت وقفة احتجاجية دولية تحت شعار”أوقفوا قتل الحيوانات النظام النباتي هو الحل” أمام قاعة المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ وذلك لمطالبة العالم بالتوقف عن قتل الحيوانات واستخدامها كغذاء.
وجاءت اخري سلمية للمطالبة بازالة الألغام من الطبيعة، واخري للمطالبة بتعديلات بيئية ومناخية عاجلة، والتظاهرات البيئية ليست وليدة هذا المؤتمر فقبل اليوم كان هناك وقفات بيئية اخري كمظاهرة ستوكهولم، وتظاهرات ما قبل مؤتمر مجموعة قمة العشرين، واخري في اليابان رفضا لقرار رمي نفايات فكوشيما النووية في البحاروغيرهم الكثير، لجذب الانظار لقضية المناخ هذه القضية المحورية والازمة الوجودية.
لكن ما الذي تعنيه العدالة المناخية ؟؟
وهل هناك ما يعرف بحقوق المناخ ؟؟ وما علاقتها بحقوق الانسان ؟ وما الارهاب البيئي ؟!!
دائما ما عرفنا منذ نعومة أظافرنا في مادة الدراسات الاجتماعية والمواطنة وما تلاها من سنين أن حقوق الإنسان تنقسم الي حقوق فردية واخري جماعية تتمثل في عدة محاور رئيسية كالثقافة والهوية، المواطنة والديموقراطية، كما انه هناك حقوق مدنیة وسیاسیة وحقوق اجتماعیة واقتصادیة وتنمویة، ولكي يمارس الانسان هذه الحقوق يحتاج الي بيئة ومناخ ملائم والذي ان لم يتواجد هذا المناخ فلن تكون هناك حقوق ولا حتي الانسان صاحب هذه الحقوق الطبيعية.
وهذا الذي وضحته ميشيل باشيليت في سبتمبر 2019، اثناء البيان الافتتاحي للدورة 42 لمجلس حقوق الإنسان بأن تغير المناخ أصبح يهدد التمتع بحقوق الإنسان الطبيعية كالحق في الحياة وأساسيات الحياة كالمياه والغذاء والصحة، بل ايضا وصل الامر الي الحق في تقرير المصيرالذي فرض علي بعض الشعوب نتيجة التغيرات المناخية.
العدالة المناخية هي المفتاح
العدالة هي أساس الحياة الانسانية، لها انواع مختلفة كالعدالة التوزيعية والعدالة التصالحية والانتقالية، وأنماط متنوعة كالعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية والبيئية، واليوم أصبح لدينا مصطلح جديد وهو العدالة المناخية الذي جاء جامعا لكل انواع العدالة، مرتبطا بمفاهيم المساواة وحقوق الانسان، ومعبرا عن عدم تكافؤ توزيع الآثار الضارة الناجمة عن الاحترار العالمي للفئات الأضعف والأشد تأثرًا حيث انه تتأثر المجتمعات المحلية المهمشة أو المحرومة من الخدمات من آثار التغير المناخي أكثر من غيرها على الرغم من أنها أسهمت بأقل قدر في انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للظاهرة.
سلاح ذو نقمة ونعمة
ولأجل العدالة المناخية وحقوق المناخ والبيئة ظهر النشطاء والحركات ذات التوجه البيئي وأدوات الضغط، لتلبية المطالب وجلب الأنظار الي أزمة المناخ، هذه القضية الحساسة والتي قيل عنها انها تشكل تهديد كبير للأمن القومي بل للحياة علي الارض، فظهرت الدبلوماسية البيئية العابرة للقارات،ولأن الخير والشر في الطبيعة أصبح لدينا ايضا ظاهرة تسمي الارهاب البيئي ecoterrorism والذي عرفته الموسوعة البريطانية بأنه التدمير أو التهديد بتدمير البيئة من قبل الدول أو الجماعات أو الافراد من اجل ترهيب او اكراه الحكومات أو المدنيين، وهذا المصطلح ليس وليد اليوم ففي فبرايرعام 1983 نشر مقال بمجلة reason للكاتب الامريكي رون ارنولد بعنوان الارهاب البيئي وتحدث فيه عن الاعمال الاجرامية ذات الضغط السياسي التي تضربالبيئة، والذي كان له الفضل فيما بعد للترويج لهذا المصطلح وصولا لهذة الفترة، والتي اصبحت فيها هذه الظاهرة محل انتباه العالم في كافة اللقاءات والمؤتمرات، بل واتجه البعض لممارستها لاجل الاهواء والمأرب السياسية.
حيث انه وبالرغم من الأمال الحميدة التي يحملها النشطاء في الحركات البيئية، الا ان هناك حركات بيئية لها جانب مظلم تنتهج الراديكالية ذات فكر ارهابي في الاستغلال والتخريب والحاق الأضرار بالبيئة في سبيل القضايا التي يؤمنون بها، بل ووصل الامر الي تصنيف بعضها علي انها جماعات ارهابية، مثل جبهة تحرير الحيوان وجبهة تحرير الارض وغيرهم من الجماعات البيئية، ومن ابرز أشكال الارهاب البيئي ما حدث في 23 اكتوبر 2022 عندما القي نشطاء من مجموعة الجيل الاخير بطاطا مهروسة علي لوحة لكلود مونيه في متحف باربيريني في بوتسدام ثم ربطوا انفسهم بالحائط وصرخوا قائلين فيما معناه اننا في كارثة مناخية وان الوقود الاحفوري يقتلنا جميع.
وهذه ليست الاولي من نوعها ففي 14 اكتوبر 2022 قام نشطاء من مجموعة اوقفوا البترول برمي حساء الطماطم علي لوحة عباد الشمس لفان جوخ المعروضة في متخف ناشيونال غاليري في العاصمة البريطانية لندن وعلي نفس الشاكلة في استراليا والمانيا وغيرهم.
في ذات الوقت هناك الجانب السلمي المشرق حيث نشأت حركات بيئية تدعم الحفاظ علي البيئة والحد من السلوك البشري في البيئة والدفاع عنها عن طريق أدوات قانونية وأنشطة ذات تأثير اعلامي سلمي لجذب رؤي صانعي القرار وتقديم توصيات لهم لاجل الحفاظ علي البيئة والحد من التغيرات المناخية اليوم وفي المستقبل، فتحقيق العدالة المناخية اصبحت ضرورة فهي عصب الحياة، الأن.
ويبقي السؤال هل هناك مستفيد من هذه الأزمة ؟!
هل هناك مصالح قومية يمكن أن تولد او ولدت بالفعل من رحم هذه الازمة ؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.