زكي القاضي يكتب | انتخابات الرئاسة .. نخبة 30 يونيو وأعدائها

0 192

لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نفرط فى ثورتنا ومكاسبها، فكلنا بلا استثناء نتاج لهذه الثورة، ولولا الثورة لم نكن لنبقى موجودين فى الأصل، بل أن البعض بقيام الثورة نجا بحياته ونفسه وأسرته من عدوان الجماعة الارهابية وحلفائها، وذلك ينطبق على كل النخبة المصرية الموجودة حاليًا على الساحة، حتى وإن كانت بعض الوجوه قديمة، فاستمرارها أيضًا هو نتاج للثورة المصرية العظيمة فى 30 يونيو 2013، كما أن الثورة المصرية العظيمة مكاسبها الرئيسية والكبيرة على الوطن بأكمله، فآلاف المشاريع القومية تقف شاهدة على ما قدمته الثورة، وللثورة كما للثورات جميعها أعداء يحاولون إحباط المشاركين فيها، ومحاولة حصارهم نفسيا لأجل الدخول فى مساحات الانطواء وعدم الدفاع عنها، ومع الوقت يتم تحييد من شاركوا فى الثورة ذاتها، بل والهجوم عليها، وهذا منهج نفسى وفكرى معروف، يزيد فى طبيعة الحال أن ثورة 30 يونيو صار لها أعداء واضحين وضوح الشمس، ويمارسون خيانتهم للوطن، والتشويش على الثورة ليل نهار، و يعملون 24 ساعة فى الـ 24 ساعة ضد الوطن وضد كل ما فيه، ويزيد الأمر سوءًا أن لديهم أدوات دعم وتمويل مستمرة ودائمة، ولذلك مأزق ثورة 30 يونيو الحقيقى فى نخبتها لا فى أعدائها، لأن تلك النخبة يجب أن تستوعب قيمة المرحلة وقيمة المشاركة فيها، بل والاستمرار بكل صوت وطريقة لنجاح الثورة واستكمال أهدافها.
انتخابات رئاسية ضمان لاستمرار 30 يونيو
ولأن مصر مقبلة على ثلاث شهور جديدة فى تاريخها الوطنى، وهى فترة الانتخابات الرئاسية المصرية، والتى يشارك فيها مرشحين متعددين، يطرح كلا فيهم برنامجه وخطته ورؤيته، وبعيدًا عن فكرة التأييد والدعم لمرشح عن الآخر، فإننى ادعو الجميع للمشاركة فى تلك الشهور الثلاثة بكل ما لديهم من قوة وخبرة وعلم وايجابية، لأن تلك الشهور فى قيمتها تعبر عن العشر سنين الأخيرة فى عمر الوطن، منذ أن خرج الشعب المصرى فى الشوارع بالملايين فى 30 يونيو 2013 لرفض حكم الجماعة الإرهابية، التى تريد تقويض الوطن ومحاولة تغيير هويته ومستقبله، لأن لحظات اختبار الثورة المصرية، هى تلك اللحظات التى تتضمن اجراءات فعلية وعملية للمشاركة فيها، وأولى و أقصر الطرق هو المشاركة فى الانتخابات، و الحث على مشاركة الجميع فيها، فالثورات تنجح بالاجراءات الحقيقية، ولأن الدولة التى تشكلت بقيام ثورة 30 يونيو تؤمن بالاجراءات العملية، فعلينا نحن أيضا أن نكون جزءا من تلك الاجراءات وداعمين لها، وحث الجميع على المشاركة، وعدم التخاذل، لأن التخاذل وقت الجد جريمة وخيانة ولا يمكن القبول أو السكوت عن ذلك التخاذل، فالحساب يجب أن يكون معلنًا و مساويًا لاجرام المتخاذلين، حتى وإن كانوا من أبناء الثورة نفسها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.