صابرين حجازي تكتب | التحرش .. أشكال متعددة والضحية واحدة

0

لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن ننكر ظاهرة التحرش بكل أبعادها في المجتمع، ولا نود التطرق لأرقام صادمة في البداية، لكنه من المؤكد أننا نتفق جميعا على أن التحرش أذى تستمر آلامه وتأثيره النفسي لمدى طويل يصعب تحديد نهايته، وربما لا يُمحى من ذاكرة فتاة أو امرأة قد تعرضت لإهانة وابتزاز من المتحرش الذي ربما يجد لنفسه متعة ولو لحظية، أو أنه يفعل ذلك من قبيل التباهي أو حتى باعتباره اجراء عادي ضد أي فتاة.

التحرش الجنسي هو فعل ربما يأخذ في بعض أشكاله دقائق، ولكن آثاره النفسية السيئة على الضحية تصل لدرجة الصدمة، وتمر عادة بمراحل في التفكير تبدأ بالإنكار للواقعة وكأنها لم تحدث، ثم تفقد القدرة على الإنكار لأن الحادث يظل مسيطرًا على تفكيرها فتبدأ في مواجهة نفسها بما حدث.
يمكننا أيضًا أن نتفق جميعا على أن الضحية يصاحبها أعراض نفسية وجسدية مثل الاضطرابات والصداع، وقد تنسحب من المجتمع وتصاب باكتئاب من الممكن أن يصل بها إلى حد الإقدام على الانتحار، وربما تلجأ بعض الحالات إلى تقبُّل ما حدث والتكيُّف معه لمواجهته وتطلب المساعدة لتخطي ما حدث وتجنُّب حدوثه مرة أخرى.
للتحرش الجنسي أشكالًا مختلفة، وقد يتضمن شكلًا واحدًا أو أكثر في وقت واحد منها النظر: ويشمل التحديق أو النظر بشكل غير لائق إلى جسم شخص ما، أجزاء من جسمه أو عينيه، ثم التعبيرات والتعبيرات بالوجه التي تحمل اقتراحًا له نوايا جنسية، مثل: الغمز، فتح الفم، استخدام اللسان، وأيضا من أشكاله النداءات مثل الصراخ، التصفير، الهمس، و أي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية، و تصل إلى مرحلة التعليقات وتمثل إبداء ملاحظات جنسية عن الجسد، سواء ملابسه أو طريقة مشيه، أو تصرفه، أو عمله، وإلقاء النكات أو الحكايات الجنسية، أو طرح جنسي أو مسيئ، ثم يأتى التطور الخطير وهي مرحلة الملاحقة والتتبع والمتمثلة في تتبع شخص ما، سواء بالقرب منه أو من على مسافة، مشيًا أو باستخدام سيارة، بشكل متكرر أو لمرة واحدة، أو الانتظار خارج مكان عمل، منزل، سيارة، ثم الاهتمام غير المرغوب به ويتمثل في التدخل في عمل أو شؤون شخص ما من خلال السعي لاتصال غير مرحب به، الإلحاح فى طلب التعارف والاختلاط، أو طرح مطالب جنسية مقابل أداء أعمال أو غير ذلك من الفوائد والخدمات، ومن أشكاله أيضا تقديم الهدايا بمصاحبة إيحاءات جنسية، أو الإصرار على المشي مع الشخص أو إيصاله بالسيارة إلى منزله أو عمله على الرغم من رفضه.
هناك أيضًا نوع آخر مستحدث من التحرش وهو التحرّش عبر الإنترنت ومنه القيام بإرسال التعليقات، الرسائل أو الصور والفيديوهات غير المرغوبة أو المسيئة أو غير لائقة، وغيرها أمثال المكالمات الهاتفية، واللمس، والتعري، والتهديد، والترهيب.
يرجع أسباب التحرش الجنسي في مصر إلى عدة أسباب منها سوء التربية، وكذلك الابتعاد عن صحيح الدين، ومشاهدة الأفلام الموجهة لجمهور بعينه، وكذلك أيضا تراجع عدد كبير من البنات والسيدات في الدفاع عن حقهن ضد المتحرشين، وكذلك سلبية المجتمع وعدم تعليم الفتيات كيفية الدفاع عن أنفسهن بطرق الدفاع عن النفس المختلفة رياضيًا وقانونيًا.
يجب تفعيل قانون عقوبة التحرش، وقبل كل ذلك لابد من التوعية المجتمعية وعدم السلبية وتوعية الفتاه وسائل الدفاع وعدم السكوت وعدم تخوفها من نظرة المجتمع، وأخيرًا لابد من تكاتف كل طوائف المجتمع للقضاء على هذه الظاهرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.