عبد الغني الحايس يكتب | صباح الخير يا سينا

0 247

سيناء أرض الفيروز ،مهد الحضارات والأديان ،بارك أرضها سيدنا الخليل إبراهيم أبو الأنبياء وتزوج من سيدتنا هاجر المصرية، مر على ثراها سيدنا يعقوب وأولاده الأسباط فى رحلته إلى يوسف الصديق، ورحلة يوسف الصغير بعد أن أنقذ من الجب وبيعه إلى عزيز مصر، وسيدنا موسى فى رحلته فى الخروج من مصر والتيه لبنى اسرائيل على أرضها .ومر عليها سيدنا عيسى وأمنا مريم ويوسف النجار فى رحلتهم المقدسة من فلسطين إلى مصر فهي أرض طيبة مباركة شرفت بذكرها في كتاب الله القرآن الكريم .

عاشت سيناء فى كنف الحضارة الفرعونية وتم اكتشاف حصن انشائه الملك سيتى الأول فكان لها مكانة تاريخية واستراتيجية طوال العصور فى عهد الفراعنة واليونان والرومان والعرب، فهي همزة الوصل بين آسيا وأفريقيا طريق الحج القديم .

أرضها رويت بدماء شهدائنا الأبرار ،فى صراع طويل على أرضها فى صد العدوان الثلاثى 1956 وحرب النكسة في 1967 ،وحرب الاستنزاف حتى كانت حرب أكتوبر المجيدة وكان النصر الذى أعاد الأرض المسلوبة بعد معركة مازالت تدرس تفاصيلها فى كل الأكاديميات العسكرية .

وقام الرئيس السادات 1979 بإبرام معاهدة كامب ديفيد ووضع خطة الانسحاب للعدو الإسرائيلى من أرضنا الطاهرة والذي تم على مراحل طبقا للمعاهدة ،

وفى عام 1982 تم رفع العلم المصرى يوم 25 ابريل بعودة كامل الأرض ما عدا طابا التى لم نفرط فى شبر من ترابنا وبعد معركة دبلوماسية طويلة ومريرة مع العدو تم استرداد طابا فى 15 مارس 1989 وعادت كامل الأرض دون أن نفرط فى ذرة من ترابها .
لاشك أن سيناء أهملت طوال العقود السابقة ،وان خطط التنمية الحقيقية لم تتم إلا في عهد جمهوريتنا الجديدة وتحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي .

وكانت أول خطط التنمية هى تطهير سيناء من العناصر الإرهابية التى سكنت فيها أبان حكم الجماعة المحظورة .وقامت القوات المسلحة والشرطة المصرية بمعركة لا تقل بسالة عن معركة التحرير لتطهير الأرض من براثن الإرهاب ومعهم أهالينا فى سيناء الحبيبة فكل التحية لهم جميعا على ما بذلوه من أرواح ودماء فى حماية أرض رويت بدماء آبائنا وأجدادنا وابنائنا فكانوا درعا وسيف لصونها .

وفي إطار العملية سيناء الشاملة كانت هناك عمليات التنمية والتعمير تدب فى كل أرجاء سيناء .

ولا تكفى صفحات هذا المقال على سردها ولابد أن تعرف الأجيال كيف كنا وكيف أصبحنا ؟

فقد اهتمت القيادة السياسية برعاية أسر الشهداء والمصابين ودعمهم ومساندتهم وتوظيفهم وصرف التعويضات لهم .

كذلك تكاتف رجال أعمال وشيوخ وقبائل سيناء للدولة في عملية البناء ومشاركتهم فى مبادرة حياة كريمة لتغيير الواقع ورد الجميل لأهاليهم ومساندتهم ومساعدتهم .

قيام الدولة بتخصيص ميزانية كبرى فاقت 700 مليار جنية لإعادة التطوير والبناء واقامة مشروعات فى كافة المجالات لتدب الحياة على أرض الفيروز .

تطوير بحيرة البردويل أهم مصدر للثروة السمكية فى سيناء وإنشاء قرى للصيادين مشروعات تكاملية لهم ورعايتهم ماديا ومعنويا وفنيا .
تطوير ميناء العريش البحرى وإنشاء منطقة خدمات لوجيستية .

توفير مياه الشرب لأهالينا وتلك كانت مشكلة كبرى واجهتها انا شخصيا أثناء إقامتي بالعريش فتم إنشاء عدة محطات تحلية مياه البحر وكذلك إنشاء محطة مياه القسيمة بوسط سيناء وكذلك خزانات المياه .

كذلك إنشاء محطات المعالجة لمياه الصرف الصحى لاستغلالها في الزراعة والعمل ان تكون سيناء سلة الغذاء لمصر وانطلق اكبر مشروع زراعى بعد انشاء محطة بحر البقر لمعالجة المياة أكبر محطة معالجة فى الشرق الأوسط ،وبدأنا فى استزراع 221 ألف فدان وتجهيز عوامل البنية التحية لنجاح المشروع من اجمالى 600 ألف فدان مستهدفة للزراعة. وزراعة 100 الف فدان وريها عبر سحارة سرابيوم.

هناك طفرة تشهدها أرض شمال سيناء فى الإسكان الإجتماعى بإنشاء مدن جديدة مدينة العريش الجديدة ورفح وبئر العبد ونخل والحسنة وكذلك إنشاء عدد من المساكن البدوية ،وفى نفس الإطار يتم تطوير المدينة كلها وتطوير الميادين وعملية التشجير وإنشاء شبكة من الطرق والكبارى وتوصيل خطوط الكهرباء والمياه والصرف الصحي وإعادة تهيئة البنية التحتية لتواكب جمهوريتنا الجديدة وترضى أهالينا الذين عانوا كثيرا .

فتم إنشاء محطات الكهرباء وإقامة الوحدات الصحية وتطوير المنظومة الصحية ورفع كفاءة المستشفيات وإنشاء مخازن الأدوية .وإنشاء جامعة العريش التى تخدم كل مشاريع التنمية كجامعة حكومية وانفصالها عن جامعة قناة السويس لتخدم أهالي سيناء وإنشاء عدد من الكليات العلمية والنظرية وكذلك المدن الجامعية لتكون صرح تعليمي كبير يخدم أهالي المحافظة .

وتتحرك كل مؤسسات الدولة بخطى سريعة لإعادة الحياة لتدب في كل أركان سيناء بإنشاء المدارس والمعاهد الأزهرية وقصور الثقافة ومراكز الشباب وانشاء المجمعات الصناعية والمولات التجارية والمحلات والاهتمام الرئاسى بالحرف اليدوية السيناوية ورأينا ذلك الاهتمام أثناء مؤتمر الشباب العالمى بشرم الشيخ.

الدولة لم تبخل فى ظل خطتها للتنمية المستدامة وبرنامج حياة كريمة فى استمرار عملية التطوير والبناء الشاملة وتهدف إلى مشروعات تنموية تعود بالنفع على مصر كلها فربطت سيناء بعدة أنفاق جديدة ليسهل الوصول الى أرض الفيروز وتجذ استثمارات جديدة وخصوصا قطاع السياحة الذي تساهم بجزء كبير من اقتصاد مصرنا الحبيبة .

لنا أن نشعر بالفخر والامتنان لكل ذرة دماء رويت تراب تلك الأرض الطيبة ونعاهد الله على الحفاظ على كل ذرة تراب من أرضنا وأن نحول تلك الرمال الصفراء الى خضراء يانعة بكل مشاريع تعود بالنفع على مصر كلها .

فصباح الخير على سيناء وعلى أهلها المرابطين وعلى درعها وسيفها وعمالها وكل بناء في أرضها.

عبد الغني الحايس، مساعد رئيس حزب العدل للتواصل السياسى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.