عبد الله البراوي يكتب | الإرهاب والأحزاب

0 738

الإرهاب والأحزاب لهما الغاية نفسها، ولكن مع اختلاف الوسيلة اختلافا واضحا وصريحا؛ فالغاية المشتركة بينهما هي الوصول إلى السيطرة على أكبر قدر من الدولة، والدولة تتكون من أفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين نتفق عليه محلياً ودولياً، والحزب السياسي هو منظومة سياسية تحمل أفكاراً معينة أو تتشكل حول قضية خاصة جدا، والهدف منها هي المساهمة في السلطة تحت نظام مشروع تخضع كل أحزاب الدولة لها، وغالباً يكون عن طريق الانتخابات، حيث إن كل حزب يسعى جاهداً إلى استحواذ أكبر قدر ممكن من المقاعد سواء أكانت في البرلمان أو الوزارات، وتكون للأحزاب السياسية دور كبير في مشاركة الشعب في الحكم.
وهذا ما سارت عليه الأحزاب السياسية بعد ظهور أول حزب سياسي في العصر الحديث بأفكار حزبية في بريطانيا وتحديداً في عام ١٦٨٧م وأطلق عليه حزب اليمين البريطاني، وكان حزب ليبرالي يدعو للحرية الكاملة للمواطنين ويعارض الحكم الملكي، وكان سبب رئيسي في إطاحة الملك جيمس الثاني والحكم الملكي. وانتقلت فكرة الأحزاب السياسية إلى مصر على يد مصطفى كامل في عام ١٩٠٧م وكان اسمه الحزب الوطني (غير الذي كان موجودا قبل ٢٠١١).
يجب ألا نغفل أبدا عن أن الأحزاب السياسية تلعب دوراً مهما في تدعيم الممارسة الديمقراطية باعتبارها همزة الوصل بين الحاكم والمحكومين، بما يتيح تنشيط الحياة الحزبية في الدولة وتعميق للعدالة والمشاركة السياسية للمواطنين.
أما عن الإرهاب فهي في اصطلاح اللغة تأتي بمعنى التخويف، والإرهاب هي مجموعة من أعمال العنف يقوم بها فرد أو جماعة، ونحن هنا نتحدث عن الإرهاب السياسي فهي منظمة تقوم بفعل الإخلال بأمن الدولة وتحقيق أهداف سياسية خاصة بها، وهذه الأفكار والأهداف ليس لها علاقة بأي دين سماوي على الإطلاق لأنه يخالف منطق الديانات السماوية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام) ويخالف المنطق الإنساني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.