عبد الله الشريف يكتب | التنسيقية وصناعة رجل الدولة

0

تقوم تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بدور وطني فاعل في تنمية الحياة السياسية في مصر، من خلال خطط وبرامج لاكتشاف ودعم وتأهيل الشباب المصري ليكون قادرًا علي المساهمة في بناء الدولة المصرية. فقد قام الشباب المصري في ثورة ٣٠ يونيو المجيدة بطرح جدول أولويات الجمهورية الجديدة بالاشتراك مع قيادة سياسية رشيدة نجحت في تجاوز ظروف الفترة الارهابية في تاريخ البلاد والعباد، ووجدت نفسها مُضطرة تحت واقع الظرف التاريخي ومتطلبات المسؤولية الأخلاقية وبدافع وطني صميم أن تتولى تفسير وتنفيذ مرجعيات وأولويات الحلم الوطني بإعادة بناء الدولة تحقيقًا للهدف الأسمى وهو بناء الإنسان المصري، مع إدراكها التام للدور المحوري للشباب، وهو ما تجلى منذ البداية في بيان ٣ يوليو 2013 الذي وضع خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحداً من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام التي شهدها المجتمع المصري آنذاك، حيث اشتملت هذه الخارطة على “اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكاً فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة” وفقاً لما جاء بنص البيان.

وانطلاقًا مما سبق، وبمرور 5 أعوام من قيام ثورة 30 يونيو المجيدة؛ فقد نشأت التنسيقية ككيان عظيم يعتبر أن الساحة السياسية صورة للوحدة العضوية لا ساحة للمنافسة والصراعات السياسية، وأن المجال العام في مصر مُنفتح على كل الأفكار والأيديولوجيات السياسية، ومفتوح لجميع القوي الشبابية من مختلف التيارات طالما أن مصلحة الوطن هي الغاية والمسار. وثقةً في دعوة السيد رئيس الجمهورية إلى تنمية الحياة السياسية وإدراجها على أولويات أجندة العمل الوطني خلال المرحلة القادمة، وإيماناً بأن الحوار المستمر والهادف هو الوسيلة الفعالة لتحقيق الأهداف الوطنية وتحقيق الصالح العام.

وعليه، فقد تولد لدى مؤسسي التنسيقية حالة عظمي من اليقين السياسي بأن الدولة جادة في تنفيذ أحد أهم محاور خارطة الطريق من خلال تمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة، فجاءت مبادراتهم في فتح قنوات اتصال مباشرة مع الدولة ومؤسساتها، من خلال تشكيل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التي تأتي تأكيداً على رغبة جادة في تحمل المسئولية الوطنية بتجرد، ولجعل أصوات الشباب مسموعة وحاضرة في صنع القرار السياسي.

وبالنظر لما سبق، من حيث أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، واتصالاً بخصوصية الحقبة الوطنية والتجربة التنموية التي تعيشها مصر، فأصبح من الأهمية بمكان أن يتم تأهيل الشباب للمشاركة السياسية في مجريات الشأن العام عبر آليات الاختبار السياسي، بحيث يكون لدينا نخبة سياسية واعية وانتمائية لكل ما يحافظ علي المصالح الوطنية. على أن يتم الاختبار السياسي من خلال انتقاء شباب من مختلف مشارب المجال العام المصري، مع القيام بدعم وتأهيل الشباب وتدريبهم وتنمية مهاراتهم، لأنه لا يمكن بناء مصر الحديثة التي نحلم بها إلا من خلال كوادر وقوى شبابية مؤهلة، من خلال مساحة/ مكان يجعلهم يشعروا بأنهم مواطنون فى دولة القانون والدستور، وأن تتبلور تعبيراتهم من خلال هذا الكيان لتعبر عن ذواتهم وعن آراءهم السياسية، فى شئون الحياة العامة ومختلف التفاعلات في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحرية وديمقراطية.

على أن ذلك الدور المحوري، وتلك الوظيفة الجوهرية التي تضطلع بها التنسيقية تتطلب خطة لإعداد رجل الدولة، لتكون أحد أهم آليات ومصادر التنشئة السياسية، من خلال مبادرة “ابني أديباً” التي تستهدف صنع كوادر من النشء، وهي إحدى أهم مبادرات التنسيقية، بالإضافة إلى برامج وأنشطة التنسيقية للتدريب والتطوير المستمر لرفع مهارات أعضائها، فضلًا عن أنه عند الحاجة إلى أعضاء جدد يتم ذلك من خلال مجلس الأمناء مع الالتزام بمجموعة من القواعد، منها ألا يزيد عضوية الشباب غير المنتمي للأحزاب السياسية، بحيث يكون أمام كل عضو سياسي 2 من أعضاء الأحزاب؛ لتقوية الحياة الحزبية في مصر، خاصةً وأن آليات انضمام الشباب غير المنتمي لأحزاب يكون من خلال رقم التليفون والرابط الموجود على صفحة التنسيقية، أما شباب الأحزاب يكون من خلال ترشيحات أحزابهم.

وبناءًا على نتائج عملية الاختيار السياسي لأعضاء التنسيقية من خلال فرز المتقدمين، يتم بعد ذلك الدخول مباشرةً في عملية التأهيل عبر لقاءات شخصية ودورات تدريبية على مدار 6 أشهر، وأخيراً يتم عملية تقييم من خلال شركات عالمية متخصصة، ثم تحدث لقاءات شخصية مرةً ثانية، وصولًا للإعلان عن الأعضاء الذين تم قبولهم، ليكون ذلك بمثابة إعداد رصيد استراتيجي من الكوادر الشبابية المؤهلة والانتمائية القادرة على اجتياز متطلبات الاختبار السياسي في أية مواقع تنفيذية أو تشريعية ضماناً للتمكين السياسي، وبما يحقق المصلحة الوطنية العليا، عبر الدفع بجيل جديد من الشباب قادر على المشاركة بفاعلية في عملية صنع القرار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.