علي هلال يكتب| الأرض بور في قصور النور

0 319

منذ أيام قليلة شهدت الهيئة العامة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة حركة تغيير في القيادات شملت رئيس الهيئة ، وتعد قصور الثقافة أحد أهم مراكز نشر الفكر والإبداع على مستوى الجمهورية ومحاربة الفكر المتطرف على كافة المستويات اللامركزية، حيث تنتشر قصور الثقافة على مستوى الجمهورية بعدد يجاوز الخمسمائة قصر ثقافة، ويعتبر هذا الانتشار الواسع الذى أسست له الدولة منذ عقود مضت بمثابة السرطان في جسد الكيانات الإرهابية والأفكار المتطرفة، إلا إنه على عكس ما أقيمت من أجله تعانى قصور الثقافة من عدة مشكلات جعلتها لا تقوم بدورها بالشكل الأمثل، ومن هنا تدور بأذهاننا عدد من التساؤلات

لماذا أصبحت قصور الثقافة أراضي بور؟

وما هي آليات جعلها أراضي خصبة؟

وما هي تأثيرات ذلك على المجتمع؟

 

أنشئت قصور الثقافة في بادئ الأمر تحت مسمي الجامعة الشعبية عام ١٩٤٥م، ثم تغير اسمها بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ إلى الثقافة الجماهيرية، وفي عام ١٩٨٩ صدر قرار جمهوري بتحويلها إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة وأصبح اسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة.

أنشئت قصور الثقافة بهدف نشر الفكر والفنون والثقافة ورفع الوعى وتنمية المواهب والإبداع، وظلت تعمل جاهدة في مواجهة معتنقي الأفكار المتطرفة وكان لها عظيم الاثر على المجتمع في ذلك، إلا إنه مع مرور السنوات أصبحت قصور الثقافة تعانى من مشكلات عديدة تتمثل في شُح الموارد المالية وضعف قدرات الموارد البشرية وسوء الخدمات الثقافية والفنية، ما ترتب عنه ضعف مشاركات الشباب والنشء في الأنشطة المتاحة بالقصور إن وجدت من الأساس، وهذا الذى جعل قصور الثقافة أرض بور لم تُبذر ولا تنتج لنا فنانين ومبدعين وكُتاب و أصحاب رأى منذ سنوات طويلة.

ولكن مازالت الفرص المتاحة تحلق في الأفق، ولكن علينا إتباع مجموعة من الخطوات التي من شأنها جعل قصور الثقافة أرض خصبة قادرة على نشر الثقافة والفنون في ربوع الوطن وعلى رأس هذه الخطوات، أن يتاح للقطاع الخاص الاستثمار بداخل قصور الثقافة وذلك من خلال الشركات العاملة في الاستثمار بمجالات الثقافة والفنون، والعمل على رفع كفاءة كافة العاملين بقصور الثقافة وتنمية قدراتهم، إتاحة الفرص لصغار الفنانين والمثقفين لمزيد من المنح الخارجية التي من شأنها رفع كفاءة المواهب وذلك من خلال فترات معايشة خارجية مع أقرانهم في الدول الاخرى وخلق المزيد من فرص التبادل الفني والثقافي مع الدول التي من شأنها رفع كفاءة وقدرات أصحاب المواهب الثقافية والفنية.

 

واخيراً ما لاحظناه جميعاً خلال العشر سنوات الماضية من انتشار لأفكار التطرف والتكفير والإرهاب، يوجب على الجميع اتخاذ خطوات جادة وصادقة نحو تطوير قصور الثقافة على مستوى الجمهورية باعتبارها مراكز تُشع نور داخل عقول المصريين، وأن ما نلحظه في السنوات الاخيرة من تدنى الذوق العام وانتشار لبعض الظواهر الاجتماعية السلبية التي تُضعف من تماسك المجتمع  وترابطه، يوجب على الجميع وضع قصور الثقافة على أولويات أجندة العمل الوطني الفترة المقبلة وتبنى مشروع قومي حقيقي وجاد لتطويرها وتنميتها، مما سيكون له عظيم الاثر على الأجيال القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.